أعلن عدد من الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية، خلال مؤتمر صحفي بغزة، الإثنين، تفاصيل رؤيتها لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس"، وفق بنود محددة ومرهونة بمدة زمنية لتطبيقها.
وقال عضو المكتب السياسي للمبادرة الوطنية، عائد ياغي، متحدثاً باسم الفصائل والقوى: "إن الرؤية الوطنية تتضمن 4 بنود رئيسة؛ أولها عدّ اتفاقيات المصالحة الوطنية الموقِّعَة إياها الفصائل في الأعوام (2005-2011-2017) في القاهرة واللجنة التحضيرية في بيروت 2017م، مرجعًا لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية".
وأضاف: "أما البند الثاني فيدعو إلى عقد اجتماع لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير على مستوى الأمناء العامين، خلال شهر أكتوبر 2019م في العاصمة المصرية القاهرة، يحضره رئيس السلطة محمود عباس".
وأوضح أن هذا الاجتماع يترتب عليه الاتفاق على رؤية وبرنامج وإستراتيجية وطنية نضالية مشتركة، وكذلك الأمر الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية، والرقابة على عملها وفق القانون إلى حين إجراء الانتخابات الشاملة.
ونبه إلى أن المهمة الأساسية لهذه اللجنة تتمثل في توحيد المؤسسات الفلسطينية وكسر الحصار عن قطاع غزة، وتعزيز مقومات الصمود لشعب الفلسطيني بالضفة لمواجهة الاستيطان والتهويد، إضافة إلى تسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية تحت إشراف لجنة الانتخابات المركزية.
أما البند الثالث –يتابع ياغي- فهو عبارة عن مرحلة انتقالية تبدأ من أكتوبر 2019م حتى يوليو 2020م، هدفها تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، يتخللها تهيئة المناخات الإيجابية على الأرض، ووقف جميع الأطراف التصريحات الإعلامية "التوتيرية"، والعودة عن كل الإجراءات التي اتخذتها "الحكومة" ومست حياة المواطنين.
أما البند الرابع فيختص بوضع الجدول الزمني للمرحلة الانتقالية، ويتمثل في عقد اجتماع لجنة تفعيل وتطوير المنظمة (الأمناء العامين) خلال أكتوبر، على أن تضع على جدول أعمالها تنفيذ عدة أمور.
وبيّن ياغي أن من هذه الأمور الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية بما لا يتجاوز نهاية عام 2019م، وآليات تسلمها مهامها والفترة الزمنية.
وكذلك توحيد القوانين الانتخابية للمؤسسات الوطنية الفلسطينية، واستئناف اجتماعات اللجنة التحضيرية للبدء بالتحضير لإجراء انتخابات المجلس الوطني وفق قانون التمثيل النسبي الكامل فور انتهاء اجتماع لجنة تفعيل المنظمة، والتوافق في المناطق التي يتعذر إجراء الانتخابات فيها، فضلًا عن إجراء الانتخابات الشاملة: التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني، منتصف 2020م.
ودعت الفصائل كل قطاعات وفئات المجتمع الفلسطيني لتبني رؤيتها "بوابة ومدخلًا لمواجهة المؤامرات وصفقة القرن ومعالجة القضايا الوطنية".
ملونية الوحدة
من جهته قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية إياد عوض الله: "اتُّفق على برنامج مكثف ومتواصل للفعاليات والأنشطة الجماهرية والوطنية بالتزامن بين غزة والضفة والخارج، سيعمل به خلال الأيام القادمة".
وأوضح في كلمة له خلال المؤتمر نفسه أنه قُرِّر تنظيم لقاءات جماهرية واسعة ومؤتمرات شعبية واعتصامات في ساحات وعواصم دولية، لبناء قاعدة وطنية وشعبية عريضة، ضاغطة ومؤثرة على حركتي "فتح" و"حماس" من أجل إنهاء حالة الانقسام.
وعبر عن أمله في أن تتوج هذه الفاعليات بمليونية الوحدة وإنهاء الانقسام، عبر مسيرات جماهيرية شعبية حاشدة في محافظات الوطن ومواقع اللجوء والشتات كافة.
ودعا الشعب الفلسطيني إلى تبني هذه الرؤية، والانخراط في برنامج الفعاليات والأنشطة والمسيرات والاعتصامات، من أجل اختراق جدار الانقسام، ووضع اللبنات الأولى لوحدة وطنية حقيقية مبنية على أساس الشراكة الوطنية، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية والحزبية.
والفصائل الموقعة هي: حركة الجهاد الإسلامي، والجبهتان الشعبية والديمقراطية، وحزب الشعب، والمبادرة الوطنية، و"فدا"، القيادة العامة، و"الصاعقة".
ويسود الانقسام بين حركتي "فتح" و"حماس" منذ حزيران (يونيو) 2007م، عقب فوز حركة "حماس" في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، ورفض حركة فتح والسلطة التسليم بنتائج هذه الانتخابات، وفرض عقوبات مشددة على قطاع غزة.
وعلى مدار ما يزيد على 12 عامًا مضت، لم تتوقف محاولات الوسطاء لإنهاء الانقسام الفلسطيني، دون أن تنجح أي منها في تحقيق تقدم حقيقي يخرج الفلسطينيين من حالة الانقسام هذه.
وآخر اتفاق للمصالحة وقعته الحركتان كان في 12 تشرين الأول (أكتوبر) 2017م، لكنه لم يطبق كاملًا؛ بسبب نشوب خلافات كبيرة في عدة قضايا.