قائمة الموقع

الحصار يقتل أمل زوجة"النامولي" وطفله المنتظر

2017-02-26T09:19:40+02:00
صورة أرشيفية لعبد الله وليد النامولي

"قبل أربعة أيام كنت أقف بانتظار سيارة أجرة لتنقلني من مكان لآخر، وإذ بشاب في العشرينيات من عمره يركب معي في السيارة، فانتبهت لحذائه المغموس بالطين، فعلمت أنه يعمل في الأنفاق، ولاحظت على مظهره أن العمل الثقيل لا يليق به، فأيقنت أن لقمة العيش صعبة، وأنه لو وجد بديلا لما عمل في الأنفاق".

هي كلمات نشرها الشاب محمد سامي برهوم على صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، موضحا أن ذلك الشاب هو شهيد لقمة العيش عبد الله وليد النامولي (23 عاما)، مشيرا إلى أنه تذكر ذلك الموقف عندما تم الإعلان عن استشهاده اختناقا جراء استنشاقه الغازات السامة في أحد الأنفاق التجارية بين غزة ومصر، عقب تفجيره من قبل الجيش المصري.

وقضى الشاب النامولي نحبه مع اثنين من عمال الأنفاق وهم سلامة سليمان أبو شوشة (24 عاما)، وعبيدة محمد الصوفي (25 عاما)، اختناقاً بالغاز، أثناء بحثهم عن لقمة عيشهم في ظل الحصار.

واضطر الشاب النامولي الذي تزوج قبل نحو خمسة أشهر، للعمل في الأنفاق التجارية بين قطاع غزة ومصر، في ظل الحصار الإسرائيلي الظالم الذي يعانيه سكان القطاع منذ عشر سنوات.

كما اضطر لوقف مسيرته التعليمية بعد اجتياز الثانوية العامة (توجيهي) بمعدل 90% في الفرع العلمي، بسبب ظروف عائلته الصعبة، والتي لا تقدر على دفع وتوفير تكاليف الدراسة الجامعية.

والده أوضح في حديثه لصحيفة "فلسطين" بعد دفن جثمانه في المقبرة الغربية في حي تل السلطان غرب محافظة رفح جنوبي قطاع غزة وبعد أن فرغ من قبول التعازي، أن الموقف صعب بعد وقوع جريمة قتل نجله وزملائه في أحد الأنفاق التجارية.

وقال النامولي: "نحن في غاية الأسى والحزن، جراء هذه المصيبة التي حلت بنا، ونحمد الله أن خلقنا مسلمين مؤمنين بقضاء الله وقدره"، مشيرا إلى أن نجله ليس الأول ولن يكون الأخير الذي نفقده "طالما الانقسام الفلسطيني قائم".

وتابع: "أبناؤنا دمهم مهدور، وهذه الحادثة ليست الأولى فقد سبقها حوادث كثيرة، وفقدنا فيها عشرات الشباب، وفي هذا الموقف لا نقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل على الساسة العرب"، مضيفا: "ما حدث ليس جريمة فحسب، ولكنه الكفر بحد ذاته، فالاعتداء على دماء المسلمين والشعوب سوف يُسأل عنه الساسة أمام الله".

ولفت النامولي إلى أن الشعب المصري كان وما زال حضنا حاضنا للإسلام والعروبة، لكن الساسة هم من يتحملون المسئولية، قائلا: "قبل مطالبة المؤسسات الدولية والحقوقية بالوقوف عند مسئولياتها، يجب أن يجلس الفرقاء الفلسطينيون في خيمة واحدة وليتقوا الله في شعبنا، وفي من كان أطفالهم وصدورهم العارية درعا في وجه الجبروت الإسرائيلي".

وأشار إلى أن ما دفع نجله للعمل في الأنفاق الحدودية مع مصر، هو البحث عن لقمة العيش وسترة الحال، في ظل الأوضاع المادية الصعبة في قطاع غزة.

ورحل الشاب النامولي قبل أن تكتمل فرحته بخبر حمل زوجته بطفلهم الأول، وقد جاهد نفسه ونزل في باطن الأرض بحثا عن لقمة العيش، ليسجل اسمه في سجل شهداء الحصار، الذين تمضي قافلتهم إلى الله شاكية ظلم القريب والبعيد.

اخبار ذات صلة