مثل مؤتمر فلسطينيو الخارج فرصة جديدة كي يلتقي الشعب الفلسطيني من كل منافي الأرض، حتى يتدارس همومه وقضاياه الرئيسة، ويثبت للعالم أن للشعب الفلسطيني في الخارج دورا يجب أن يلعبه ومكان يجب أن يأخذه، في تقرير مصيره.
وانطلقت فعاليات "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" أمس، وتستمر ليومين، في مدينة إسطنبول التركية، وسط حضور شخصيات وازنة والآلاف من المشاركين.
وقال رئيس مجلس العلاقات الفلسطينية الأوروبية من بروكسل مازن كحيل: "إن المؤتمر يبعث رسائل للقيادة الفلسطينية أنه لا مجال لاستمرار حالة الانقسام، ويدعو للوحدة ورص الصفوف خلف المشروع الفلسطيني الذي يتمسك بالثوابت والحقوق دون التفريط بأي منها".
وأضاف: "نريد خطوات تنتقل بنا إلى الأمام وتتحدى الانقسام وتجبر القيادة للارتقاء إلى طموحات الشعب، وهذا دور ريادي يطمح إليه فلسطينيو الخارج، فلديهم إمكانية الحركة ودبلوماسية ليعطوا زخما جديدا للقضية الفلسطينية".
وأكد كحيل "أن المؤتمر وجد ليكون دائما، لكي يعود بالأعوام القادمة لتقييم ما أنجز ويعمل على تطويره باتجاه تحقيق المصالحة الفلسطينية ".
وبين أن المؤتمر يطالب القيادة الفلسطينية بإعطاء الدور لكل الشعب الفلسطيني دون استثناء أحد، مشدداً أن الكل له دور ومكان يجب أن يلعبه، وفي مقدمتهم فلسطينيو الخارج.
كذلك ذكر أن المأمول من المؤتمر أن يؤسس لمرحلة جديدة في التعاطي مع القضية الفلسطينية يقودها فلسطينيو الخارج، برؤى واستراتيجيات واضحة ينبثق عنها أطر عمل دائمة، تخدم القضايا المركزية للشعب الفلسطيني وتدعم صمود فلسطينيي الداخل حتى يتكامل الدور بينهما.
وأضاف رئيس مجلس العلاقات الأوروبية الفلسطينية: "نتحدث عن خطط عمل واضحة ومشاريع استراتيجية دائمة يؤسس لها المؤتمر، تنبثق عنه لجان وهياكل تنفيذية تقوم بوضع الخطط على الأرض لما يقرره المؤتمر وحسب البيان الختامي له".
خطوة مهمة
من جانبه، يرى المحلل السياسي ساري عرابي أن عقد المؤتمر وإن كان خطوة متأخرة إلا أنها محطة مهمة للغاية، لأسباب كثيرة أهمها أن إنشاء السلطة الفلسطينية كان مبنيا على أساس أن تكون تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ولكن من الناحية العملية والنظرية أصبحت المنظمة تابعة للسلطة.
وقال عرابي لصحيفة "فلسطين": "مشكلة أن تكون حاضنة التحرر الوطني خاضعة للسلطة والاحتلال"، مبينا أن ذلك يلغي وظيفتها ويجعلها غير قادرة على مواجهة الاحتلال.
وذكر أن إنشاء السلطة كان على حساب قضية اللاجئين وهي جوهر القضية الفلسطينية، مما أثر على وجود الشعب الفلسطيني بمخيمات اللجوء كون المنظمة أصبحت سلطة فلسطينية تهتم بالقضايا الداخلية بالضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشاد عرابي بمؤتمر فلسطينيي الخارج، من خلال استدعاء اللاجئين والشعب الفلسطيني من كافة أماكن تواجدهم، وتوظيفهم من جديد بالمعركة، مشدداً على ضرورة وجود هيئات وأجهزة ترعى وجود الشعب الفلسطيني، وتوظيفهم من جديد بالمعركة، فضلا عن ضرورة وجوده وتعزيز صمود اللاجئين.
وتابع: "هناك حساسية تجاه المنظمة بأنه لا يوجد أحد يريد تأسيس جسم سياسي بديلا عنها، لأنها كانت حاضنة التحرر"، موضحا أن حركة فتح سيطرت على المنظمة عام 1969م، وحولت المنظمة لفريق يمثلها فأصبحت فتح المنظمة.
وبين عرابي أن المنظمة لم تعد تستوعب الفلسطينيين لا على المستوى الشعبي، حيث أخرجت الفلسطينيين في الشتات منها، ولا على مستوى الإداري والتنظيمي والسياسي.
ولفت عرابي أن هناك قوى سياسية تمثل تيارا كبيرا ومهمًا في الشعب الفلسطيني مثل حماس والجهاد، مشيرا أنه في آخر انتخابات تشريعية عام 2006م، تفوقت حماس على كافة فصائل المنظمة.
وتابع: "لم يعد معقولا أن فصائل معينة لا تملك حضورا لا تزال تمثل المنظمة، فيما فصائل أخرى بحجم وقوة مثل حركة حماس لا تزال خارج هذه المنظمة"، مبينا أن المنظمة لم تعد حركة تحرر وطني ولا ممثلا للفلسطينيين.
وشدد عرابي على ضرورة خلق ضغط من أجل الدفع باتجاه إصلاح المنظمة، من خلال وجود أجهزة وهيئات تدفع لذلك، مشيراً إلى أن هناك احتكارا للمنظمة من قبل حركة فتح، فإما "أن تشارك في مثل هذه المؤتمرات أو تدعمها، فلا يحق احتكار العمل السياسي طالما أن فلسطينيي الشتات خارجها".