أكد ناشط في قضايا الأسرى الفلسطينيين، أن موقف السلطة الفلسطينية من قضايا الأسرى بات مخزيا ويكاد يصل إلى مرحلة التواطؤ والقبول بمعاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وقال الناطق باسم مكتب إعلام الأسرى علي المغربي لصحيفة "فلسطين"، أمس: إن غياب السلطة وتقاعسها عن دورها المكلفة به هو رسالة إلى أهالي الأسرى وإلى الأسرى أنفسهم أنهم باتوا غير مرغوب بهم في أجندة الاهتمام السلطوي.
وأبدى المغربي دهشته من مسارعة رئيس السلطة محمود عباس في استقبال ذوي الجندي الاسرائيلي المفقود في غزة أبراهام منغستو قبل أيام، بينما كان جسد الأسير الشهيد بسام السايح لم يبرد بعد إثر استشهاده في سجون الاحتلال.
وأضاف أن السلطة تتغيب عن نصرة قضايا الأسرى بشكل متعمد ومستفز لذوي الأسرى، متسائلا عن جدوى وجود عشرات السفارات والقنصليات التابعة للسلطة في عدد كبير من دول العالم، بينما لا تقوم هذه السفارات التييفترض بأنها تمثل الشعب الفلسطيني بأي دور تجاه التعريف بمعاناة الأسرى وحشد التأييد الدولي لقضاياهم.
وذكر أن السلطة صدعت رؤوس الشعب الفلسطيني بأنها حققت إنجازا كبيرا بالانضمام الى الهيئات والمحاكم الدولية، وحينما حانت ساعة الجد والعمل بلعت السلطة لسانها ودفنت رأسها في الرمال ولم تتحرك قيد أنملة لرفع ملفات الأسرى ومعاناتهم إلى تلك المحاكم والهيئات.
وأكد أن موقف زوجة الاسير القائد عباس السيد حول استغرابها من غياب السلطة عن معركة الأسرى الحالية هو موقف يعبر عن كل أهالي الأسرى من كافة التنظيمات، موضحا أن رئيس السطلة محمود عباس ذاته تخلي عن رفاق النضال من الأسرى مثل القائد في حركة فتح مروان البرغوثي والامين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات وغيرهم.
وكانت أم عبد الله السيد زوجة السير عباس السيد، قد تساءلت في تدوينة كتبتها عن الدور الغائب للسلطة ومؤسساتها ومؤسسات حقوق الانسان ونادى الاسير وهيئة شؤون الأسرى، مبدية حزنها على غياب التفاعل الرسمي مع قضايا الأسرى المضربين عن الطعام لليوم الـ60، مضيفة أن الأسرى يخوضون معركتهم دون أي مساندة من السلطة أو دوائرها.
وأكد المغربي أن السلطة انتقلت من مربع التخاذل الى مربع التواطؤ مع الاحتلال على قضايا الأسرى، موضحا أن ذلك ظهر جليا يوم أن قام عباس بقطع مخصصات ذوي الأسرى وتركهم يواجهون صعوبات الحياة، خضوعا لرغبة الاحتلال في الضغط على الأسرى وذويهم.
وطالب المغربي الفصائل الفلسطينية بالتداعي بشكل عاجل وفوري من أجل الخروج بخطوات عملية للضغط على السلطة لكي تقوم بدورها المفقود، مشيرا إلى أن تاريخ الشعب الفلسطيني وكما يسجل محطات الشرف، فإنه يكتب أيضا محطات الخيانة والتواطؤ، "ولتختر السلطة أي الخانتين تريد أن يكتب فيها تاريخها" حسب قوله.