فلسطين أون لاين

تأخّر طفلي في النطق.. صراع الأمهات الذي يزول بمرور الوقت

...
غزة/ مريم الشوبكي:

تأخر النطق عند الأطفال مشكلة تتطلب من الوالدين التعامل معها بجدية، وعدم إهمالها بحجة أنه يخزن حصيلة لغوية وسينطلق لسانه حينما يكبر، ولكنهما يكتشفان حينها أن طفلهما وصل مرحلة المدرسة وهو يعاني من صعوبات في النطق.

موسى الخرطي رئيس قسم التخاطب ومشاكل البلع في مستشفى حمد للتأهيل والأطراف، أكد أن هناك خطأ شائعا بين الأهالي يتمثل بعدم الإحساس بالمسؤولية تجاه مشكلة النطق التي يعاني منها الطفل، ويشعرون بالمأزق عندما يصل مرحلة دخوله المدرسة ويعي جميع من في المدرسة مشكلة تأخر النطق التي يعاني منها، ليطلب من الأبوين علاجه.

وأوضح الخرطي لـ"فلسطين" أن التأخر في علاج تأخر النطق لدى الطفل بعد سن الثلاث سنوات يفاقم من المشكلة، لأنه يحتاج إلى جهد مضاعف ومدة زمنية أطول في اكتساب اللغة.

وأشار إلى أن اللغة يكتسبها الطفل من البيئة المحيطة به، لذا فإن بعض الأطفال يتأخرون بالنطق لوجود سبب عضوي؛ كمشاكل في السمع، أو ربطة اللسان التي تحتاج إلى أخصائي جراحة أطفال، أو فحص سمع، والشفة الأرنبية، وشق سقف الحلق، وعدم اكتمال نمو الحنجرة، وقد ينجم ذلك عن مشاكل في الرئتين.

ولفت الخرطي إلى أن تأخر النطق يرتبط أيضًا بمرض عصبي يصيب الدماغ، أو تعرض الطفل لحوادث، أو جلطات دماغية تؤثر على منطقة الكلام.

وأشار إلى التأخر في النطق يعود إلى مشاكل نفسية، واجتماعية تؤثر على نمو اللغة لدى الطفل، وعدم اختلاطه مع أقرانه، وترك الأطفال أمام التلفاز لا ينمي اللغة عند الطفل ويمكن أن تظهر عليه أعراض التوحد.

وذكر أنه عند خضوع الطفل لفحص طبي ينفى إصابته بأي أمراض في عمر الثلاث سنوات، قد يكون الطفل يخزن باللغة الاستيعابية وبعدها ينطلق في الكلام.

وأكد رئيس قسم التخاطب أن الطفل الذي يعاني من تأخر في النطق يجب أن يدمج في مدرسة عادية مع الحذر من إلحاقه بمدرسة خاصة بهذه الفئة، حتى لا يشعر بالانعزال ما يؤدي إلى عدم حصوله على فرصته بين الأطفال.

وأوضح أن الطفل عند عزله عن بيئته سيشعر بالدونية وانعدام ثقته بنفسه، وعند دمجه في مدرسة للأصحاء يجب ضبط هذه البيئة حتى لا يتأذى الطفل نفسيًا بوجود أخصائي نطق وفحص سمع ومرشد تربوي أيضًا.

وفي حال تعرض الطفل للتنمر من قِبل زملائه، بين الخرطي أن دور المدرسة يكون بتوعية الطلبة بأن معاناة زميلهم من مشكلة في النطق لا يعني أنه غبي أو ضعيف الدراسة، لافتًا إلى أن الطفل إذا كان يعاني من تدني في القدرات العقلية مصاحبة لتأخر في النطق فإنه يحتاج إلى مدرسة خاصة بفئته.