فلسطين أون لاين

​الملفات العاجلة أمام الحكومة الإسرائيلية القادمة

مع بدء العد التنازلي لذهاب الإسرائيليين لصناديق الاقتراع خلال الساعات القادمة، فإن أجندة حكومتهم القادمة تبدو مزدحمة، مما يزيد من أعبائها وتحدياتها السياسية والعسكرية، لأن إسرائيل شهدت عاما كاملا من الشلل الحكومي؛ بسبب انشغالها بدورتين انتخابيتين في نصف عام.

تكمن المهمة الأولى العاجلة والطارئة بالحفاظ على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فبعد عامين من التنسيق الكامل بينهما لمواجهة إيران، ها هو الرئيس دونالد ترامب يتحلل من التزاماته السابقة لإسرائيل، وبذلك فإن التحدي الأساسي لرئيس الحكومة القادم أن يحافظ على إبقاء السياسة الأمريكية في الموضوع الإيراني قريبة من إسرائيل، وعدم العودة لسياسة الرئيس السابق باراك أوباما حين فقدت إسرائيل كل تأثير على مضمون الاتفاق النووي مع إيران.

المهمة الثانية تكمن في وضع حد للسياسة الإيرانية في المنطقة، بالاستمرار في مهاجمتها، كما هو سائد حاليا، بتوسيع رقعة استهداف قواعدها وتواجدها العسكري في كل أنحاء الشرق الأوسط لمواجهة الخطة الإيرانية المتمثلة في محاصرة إسرائيل من خلال حلفائها، وشراء مزيد من الوقت بانتظار حيازتها للقنبلة النووية.

المهمة الثالثة تتجلى في ترميم وزارة الخارجية في ظل إمساك بنيامين نتنياهو بزمام الأمور فيها، ونقل بعض صلاحياته ومهامه إلى جهاز الموساد ومجلس الأمن القومي ووزارات الحكومة الأخرى، ولعل التسريبات التي استهدفته مؤخرا جعلته يفضل العمل في مجالس أكثر انغلاقا، الأمر الذي لا يتوفر في وزارة الخارجية.

المهمة الرابعة تتركز في الانخراط الإسرائيلي أكثر في السياسة الداخلية الأمريكية، ووضع حد للانقسام الحزبي الأمريكي حول دعم إسرائيل، وإعادة مسألة دعمها لتتجاوز الاستقطابات الحزبية كما حصل في الآونة الأخيرة، لا سيما أن تصريحات صدرت عن قادة في الحزب الديمقراطي الأمريكي اعتبرت نقدية حادة لإسرائيل، فضلا عن كونها معادية، ما يزيد من ظهور قادة من الحزب أكثر يسارية وبعدا عن إسرائيل.

المهمة الخامسة تعنى بترميم العلاقات الإسرائيلية الأوروبية، وهي القارة الغنية، وإدارة الخلافات معها، سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية أو الملف الإيراني، فهي لم تغير مواقفها في هذين الموضوعين، ما يتطلب من إسرائيل الوصول أكثر إلى الرأي العام الأوروبي ودوائر صنع القرار؛ لإقناعهم بمواقفها من هاتين القضيتين.

أما المهمة السادسة فهي الإبقاء على العلاقات مع الصين، ففي الوقت الذي تشهد فيه علاقات إسرائيل معها تقاربا ملحوظا، فإن بكين تخوض مع واشنطن حربا تجارية اقتصادية، وإدارة ترامب طلبت من إسرائيل خطوات لا تسمح بتجاوزها، أهمها الجد من خطواتها التقاربية مع الصين، لكن إسرائيل مطالبة بالاستمرار في بناء علاقاتها مع هذه القوة العظمى الشرقية، فمن يعلم، فقد نحتاجها على المدى البعيد.