قائمة الموقع

"الازدواجية".. سياسة عباس في التعامل مع غزة والاحتلال

2019-09-16T11:50:01+03:00
صورة أرشيفية

ليس غريبًا أن يستمر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في تنفيذ بنود اتفاقية أوسلو التي مرَّ عليها 26 سنة، دون تحقيق أي مكاسب للشعب الفلسطيني على حساب اتمام الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة الفلسطينية، رغم عدة قرارات صدرت عن مؤسسات منظمة التحرير تقر وقف هذه الاتفاقية.

"الازدواجية" هي السياسة التي ينتهجها عباس في التعامل مع القرارات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، حيث يهرول نحو تطبيق كل ما يتعلق بالاحتلال ويُقدم خدمة "مجانية" له، في حين يضع العصا لعرقلة اتفاقيات المصالحة التي تعزز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.

ويرى مراقبون أن "أوسلو" هي السبب الرئيس لما آلت إليه الحالة الفلسطينية واستمرار الانقسام السياسي، وضياع 25 عامًا من عُمر الشعب الفلسطيني وزيادة معاناته.

ومنذ توقيع الاتفاقية وقبول الفلسطينيين بوضع قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات في ما عرف بـ"الحل النهائي"، أصبحت "فارغة من مضمونها وتحولت لخديعة كبرى للفلسطينيين"، كما يقول الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو.

ويؤكد سويرجو خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن فريق أوسلو يشعر بالفشل الكبير ويستصعب عليه العودة للخلف والاعتراف بالفشل ومصمم على الاستمرار بالنهج خوفًا على بعض الامتيازات التي حصل عليها خلال تلك الفترة، على حساب المصالحة وضياع القضية الفلسطينية.

ويرى أن هذا الفشل يدفع عباس للهروب من المصالحة، لأنها ستكون بمنزلة تقييم لكل من مساري التسوية والمقاومة في السنوات الماضية.

ويوضح سويرجو أن "أي تقييم مستقبلي سيضع عباس وفريقه في لائحة الاتهام لأنهم المسؤولون عن ضياع القضية الفلسطينية منذ 25 سنة"، معتبرًا ذلك "السبب الرئيس في الرفض المستمر نحو مصالحة حقيقية تستند إلى الشراكة السياسية بين كل مكونات الشعب الفلسطيني".

ويضيف سويرجو: "نحن في مرحلة تحرر وطني الآن، وليس إقامة الدولة وفق مفهوم السلطة، وهذا يعني أننا نمتلك الحق بممارسة كل أشكال المقاومة، وهو ما يرفضه عباس، ويتهرب من تحقيق المصالحة".

ويرى أن عرقلة المصالحة تفتح الطريق أمام كل من يتربص بالقضية الفلسطينية لتصفيتها، معتبرًا رفض تحقيقها "قبول ما هو مطروح من قضايا وحلول تصفوية تستند إلى اللآت الإسرائيلية".

ويشدد على ضرورة التوقف عن اتفاقية أوسلو وملحقاتها، وتطبيق قرارات المجلسين "المركزي والوطني" حول وقف التنسيق الأمني والاعتراف بالاحتلال.

ويتفق مع ذلك، الكاتب والمحلل السياسي من جنين سعادة ارشيد، حيث يؤكد أن هدف أوسلو الأساسي كان إدارة السكان والحفاظ على أمن (إسرائيل) وليس إقامة دولة فلسطينية.

ويوضح ارشيد خلال حديثه مع "فلسطين"، أن السلطة لا زالت تراهن على أوسلو ووضعت نفسها في هذا الفخ الذي لا تستطيع الفكاك منه.

ويبيّن أن المصالحة لم تعد أمرًا داخليًا إنما شأن إسرائيلي ولا يُمكن أن تُقدم السلطة عليه دون التنسيق مع الاحتلال.

واستبعد ارشيد إمكانية تحقيق المصالحة في الوقت الراهن، منبِّهًا إلى أن المعرقل الأساسي لها هي اتفاقية أوسلو والمصالح التي نمت عليها، والجهات المستفيدة من إبقاء الانقسام وتنسجم مع المشاريع المتعلقة بصفقة القرن.

وأشار إلى أن عباس متمسك بتنفيذ بنود "أوسلو" لأنه وضع نفسه في هذه الحفرة التي لا يُمكن الخلاص منها، لافتًا إلى أن "السلطة تدَّعي أنها لم تلتزم بأوسلو وأنها أصبحت جزءًا من الماضي".

ودعا ارشيد، لتقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين، من أجل مواجهة الوضع الخطير الذي بدأ يطل برأسه سواء على الصعيد الإقليمي أو الفلسطيني.

اخبار ذات صلة