فلسطين أون لاين

​الأغوار.. "سلة غذاء الضفة" المهددة بجرائم الاحتلال

...
صورة أرشيفية
طوباس-غزة/ رامي رمانة:

تواجه الأراضي الزراعية في منطقة الأغوار التي هي "سلة غذائية" مهمة للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة جرائم متواصلة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وتهدد بتحويلها بالكامل إلى ثكنات عسكرية وتجمعات للمستوطنين.

وإزاء ذلك طالب خبيران اقتصاديان السلطة الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني والمانحين بتعزيز صمود المزارعين والمربين في منطقة الأغوار، لتثبيتهم في أراضيهم، وإمدادهم بالمساعدات المالية والمشاريع التنموية.

وتمتد الأغوار من بيسان جنوبًا حتى صفد شمالًا، ومن عين جدي حتى النقب جنوبًا، ومن منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غربًا.

وحسب بيانات وكالة "وفا" التابعة للسلطة، تبلغ المساحة الإجمالية للأغوار 720 ألف دونم، يسيطر الاحتلال فعليًّا على 88% منها بعد أن زرع البؤر الاستيطانية الصغيرة بين القرى الفلسطينية.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية فيها 280 ألف دونم، أي ما نسبته 38.8% من المساحة الكلية للأغوار.

ويقول الاختصاصي الاقتصادي نصر عبد الكريم: "إن الأغوار سلة غذاء الضفة الغربية، لأن أراضيها خصبة وصالحة للزراعة طوال العام، وقائمة على حوض مائي كبير".

ويبين عبد الكريم لصحيفة "فلسطين" أن الأغوار تنتج وحدها نحو 65% من الخضراوات، وتمتاز بمحاصيل ذات جودة عالية كالتمور، والموز.

ويضيف: "إن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوقف عن محاولة مصادرة الأراضي في الأغوار لإقامة مستوطناته، وإنشاء ثكنات عسكرية جديدة"، مؤكدًا أن ذلك السلوك العدواني حرم المزارعين فلاحة أراضيهم أو الوصول إليها، خاصة الواقعة بالقرب من مناطق عسكرية.

ويشير إلى أن زيادة عراقل الاحتلال وكثرة الغرامات دفعتا بمربين ومزارعين في الأغوار إلى العزوف عن الزراعة والتربية، والاتجاه لحرف أخرى.

وينبه إلى أن منطقة البحر الميت وشماله ثروة طبيعية وسياحية هائلة، يسعى الاحتلال بكل وسائله إلى الهيمنة عليها.

وحسب بيانات "وفا"، تحتوي منطقة الأغوار الجنوبية على 91 بئرًا، والأغوار الوسطى على 68 بئرًا، أما الأغوار الشمالية فتحتوي على 10 آبار، وحفرت 60% من هذه الآبار في العهد الأردني، وسيطر الاحتلال على معظمها.

من جانبه يحث الاختصاصي الاقتصادي د. نور أبو الرب المستثمرين في الداخل والخارج على توجيه جزء من أموالهم نحو إقامة مشاريع تنموية جديدةفي الأغوار وتوسعة القائمة، حتى توفر فرص عمل للفلسطينيين، وتحريك عجلة الاقتصاد الفلسطيني عامة.

ويدعو أبو الرب في حديثه إلى صحيفة "فلسطين" السلطة لتخصيص جزء من موازنتها السنوية لمنطقة الأغوار، والقطاع الخاص لفتح قنوات تسويق لمنتجات الأغوار.

ويشير إلى أن الاحتلال أدرك الأهمية الإستراتيجية الزراعية لمنطقة الأغوار منذ 1967م،فهيمن عليها رويدًا رويدًا بإقامة مستوطنات زراعية.

ويقول: "الأغوار اليوم واحد من أهم المصادر التي تساهم في الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي، ويعمل الاحتلال على تسويق منتجات المستوطنات في الأغوار الزراعية بالسوق الفلسطينية".

ويشدد أبو الرب على حاجة المزارعين الفلسطينيين إلى إعادة تأهيل الآبار الزراعية وشبكات الري، وزيادة مساحة الأراضي المروية والمزروعة، وإنشاء بنية تحتية لتسهيل وصول المزارعين إلى الأراضي الزراعية، فضلًا عن تقديم تعويضات مالية لهم عن الأضرار التي تلحق بهم نتيجة اعتداء المستوطنين.

وتبلغ مساحة غور الأردن 2400 كيلومتر مربع، ويضم عشرات المزارع الفلسطينية.

وتشكل الأغوار نحو 30% من مساحة الضفة الغربية، ويعيش فيها نحو 50 ألف فلسطيني، وفيها مدينة أريحا، أي ما نسبته 2% من سكان الضفة الغربية.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن عزمه على "ضم" منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت، في حال فوزه في الانتخابات العامة المقررة الأسبوع الجاري.