فلسطين أون لاين

​في الضفة.. الاحتلال والاستيطان يهددان موسم الزيتون بالخسارة

...
صورة أرشيفية
رام الله–غزة/ حازم الحلو:

حذر ناشطون في مجال مناهضة الاستيطان من أن موسم الزيتون لهذا العام مهدد بأن يكون أسوأ من سابقه، في حال استمرت جرائم الاحتلال بحق المزارعين الفلسطينيين، لافتين إلى أن المزارعين عرضة لخسائر مالية كبيرة في موسمهم.

وذكر الناشطون أن الاحتلال يتفنن في وضع المعيقات أمام المزارعين، بمنعهم من الوصول لأراضيهم تارة، ومنعهم من قطاف الزيتون في حال وصلوا إليها تارة أخرى، وما فشل فيه الجيش يتكفل به المستوطنون.

ومع نهاية هذا الشهر، يبدأ موسم قطاف الزيتون في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث يقطف آلاف المزارعين محصولهم في أجواء احتفالية، ويجهزون الأشجار للزراعة من أجل الموسم المقبل.

ويقول الناشط في مجال مناهضة الاستيطان غسان دغلس: "التوقعات الزراعية تشير إلى أن هذا الموسم سيكون محملًا بالخير أكثر من سابقاته، لكن ممارسات الاحتلال قد تضعه في مرتبة أسوأ من المواسم التي سبقته".

ويذكر دغلس في حديثه إلى صحيفة "فلسطين" أن هذا العام شهد حرائق كثيرة افتعلها المستوطنون، وعمليات قطع الأشجار التي قام بها الاحتلال، مؤكدًا أن المستوطنين يصيبهم الهياج حينما يشاهدون المزارعين وهم يقطفون الأشجار.

ويلفت إلى أن الأراضي الأكثر غنى بالزيتون هي تلك التي تجاور المستوطنات وتحتاج إلى تصريح بالوصول لها، موضحًا أن جزءًا كبيرًا من الأراضي تقع خلف الجدار الفاصل، ويتعنت الاحتلال في السماح للمواطنين بالوصول إلى تلك الأراضي، ويمنع إدخال أدوات القطف وتشذيب الأشجار كالمناشير، وبعض الأدوات اللازمة.

وارتفع عدد المستوطنات ليصل إلى 145 مستوطنة في الضفة و15 بالقدس، إضافة إلى نحو 120 بؤرة استيطانية، وفق إفادة مراقبين.

وقبل اتفاق أوسلو كان المستوطنون يجثمون فوق 1.6% (المستوطنات المبنية) من مساحة الضفة الغربية (5800 كلم2 من أصل 27 ألفًا هي مساحة فلسطين التاريخية)، في حين يقدر مخططها الهيكلي بـ6%.

وزاد تعداد المستوطنين من نحو 105 آلاف مستوطن قبل اتفاق أوسلو، الموقع بين منظمة التحرير والاحتلال، إلى أكثر من 700 ألف يجثمون الآن فوق 60% من أراضي الضفة المندرجة تحت مسمى مناطق "سي" الخاضعة لسيطرة الاحتلال ومناطق "النفوذ الإستراتيجي".

وينبه إلى أن المستوطنين يأخذون أيضًا "دورهم القذر" في تهجير المزارعين الفلسطينيين، بإطلاق قطعان من الخنازير لمهاجمة أراضي المواطنين والمزارعين، وإلحاق خسائر فادحة بالمزروعات والمحاصيل.

ويلفت إلى أن العامين الماضي والحالي شهدا تصاعدًا في حالات سرقة المحصول من المزارعين الفلسطينيين، "فمجموعة من المستوطنين خلال الموسم الماضي سرقوا محصول الزيتون من أحد مزارعي نابلس، بعد أن تعب المزارعون في حصده وتجميعه، ولم يقم الاحتلال بأي إجراء ضد المستوطنين".

ويرى أن المبادرات الفردية للقطف مهمة، لأنها تساعد المزارعين وتجمع عددًا كبيرًا من النشطاء، فيخشى المستوطنون الاقتراب من المزارعين وإيذاءهم، مشيرًا إلى أن بعض الجمعيات تدير حملات لمساعدة المزارعين، مضيفًا: "هذا مهم جدًّا لنا، لأن المزارع يرتبط بأرضه فطريًّا، وغير قابل للفكاك عنها".

مصادرة الأراضي

من ناحيته يؤكد المسؤول في الإغاثة الزراعية في محافظة نابلس خالد منصور أن الاحتلال يريد أن يفشل موسم الزيتون لهذا العام، بتوسيع نطاق الأراضي المصادرة لمصلحة المستوطنات، وردم الآبار وسرقة المياه.

ويوضح في حديثه إلى صحيفة "فلسطين" أن الاحتلال بعد أن يسرق المياه يتعسف في بيعها للفلسطينيين، ويشترط لإتمام ذلك أسعارًا باهظة تتسبب بالخسارة المالية للمزارعين، ما يضطرهم إلى الإحجام عن زراعتها وترك الأرض فريسة البوار.

ويلفت إلى أن الاحتلال أغلق موارد المياه في وجه المزارعين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن نحو 85% من مصادر المياه يسيطر عليها الاحتلال بشكل كامل، في حين يسيطر بإجراءاته التعنتية والتضييقية على النسبة المتبقية من مصادر المياه.

ويشير إلى أن المزارع الفلسطيني يجد صعوبة في تسويق محصوله من الزيتون لضعف الوضع الاقتصادي عمومًا، وتأخر كثير من المزارعين في قطف محصولهم لعدم حصولهم على التراخيص اللازمة لذلك من الاحتلال.

ويشدد على أن المزارعين يعيشون في ظروف بالغة السوء، إذ تراجعت الزراعة في الضفة إلى نحو 70% من مجمل الأراضي المزروعة، خاصة المحاصيل الموسمية كالزيتون، موضحًا أن هذا التراجع سيستمر إذا لم يتوقف الاحتلال عن إجراءاته العدوانية بحق المزارعين.

ويذكر أن الاحتلال يساهم في حصار المزارعين بتعقيد إجراءاته لإدخال بعض المواد اللازمة في إجراء البحوث الزراعية ووقاية النبات، إضافة إلى النقص الحاد في وجود المختبرات والمعدات والأجهزة اللازمة، وبذلك ينقص الباحثون والمدربون لتغطية المجالات الزراعية المطلوبة.

ويدعو منصور المؤسسات المحلية والدولية كافة لأن تقوم بدورها في فضح جرائم الاحتلال ومساندة المزارعين، مع أن الاحتلال لا يقيم وزنًا للمواثيق والمعاهدات الدولية، مطالبًا بجهد وحراك شعبي ورسمي من أجل مساندة المزارعين في هذا الموسم، ليمر على خير، دون خسائر.