شارك عشرات آلاف المواطنين، أمس، في فعاليات الجمعة الـ 74 لمسيرات العودة وكسر الحصار، التي حملت عنوان "فلتشطب أوسلو من تاريخنا".
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية، وصور الشهداء والأسرى، ولافتات تؤكد على حق العودة، والتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية.
وعلى إحدى التلال الترابية في مخيم "ملكة" شرق غزة، جلس محمود بارود على كرسي بلاستيكي تحت ظل شجرة زيتون متجذرة في الأرض كحال أبناء الشعب المتجذرين بحقوقهم وأولها حق العودة، يقول: "جئنا كبارًا وصغارًا ونساءً ورجالًا، لنعلي الصوت عاليا بأن لنا حقا في فلسطين لن تغيره لا الاتفاقيات ولا التنازلات ولا المؤامرات".
وأضاف بارود: "أوسلو التي ضاع بها حق الشعب الفلسطيني كانت اتفاقية مهينة سلبت حق الشعب بالدفاع عن أرضه".
"نقول: لا لأوسلو وسنستمر في هذه المسيرات حتى نسقط كل الاتفاقيات المشبوهة وكل المؤامرات بحق الشعب"، بها ختم حديثه.
وأما خالد حشيش الذي يجلس بجانبه يقول هو الآخر: "أوسلو أضاعت حق الشعب الفلسطيني في أراضيه، لكن مسيرات العودة جاءت كي تحيي لجيل الشباب الذي لم ير أرضه حق العودة إلى الديار، وتجدد هذا الحق في نفوسهم".
ويشير بيديه نحو السياج الذي يبعد عنه نحو 700 متر قائلا: "انظر أمامك، للمستوطنات التي أقامها الاحتلال، والتي جاءت أوسلو وفرطت بأراضينا تلك (..) هذه المسيرات تؤكد أن المستوطنات ليست بعيدة ومن خلال إحياء حب الأرض بنفوس الجيل سيقتحم الحدود ويعيد هذه الأراضي".
ويتكئ أحمد الحرازين على عكازه وهو يقف متأملا من نفس المسافة السابقة نحو الأراضي الحدودية، قال إنه جاء رغم ألم إصابته برصاص الاحتلال خلال مشاركته بمسيرات العودة في شهر إبريل/ نيسان الماضي للمطالبة بإلغاء "أوسلو".
فيما يمسك الستيني "أبو محمد" حفيديه بكلتا يديخ عائدا بخطوات متسارعة من السياج الفاصل بعد جولة وقف بهم على بعد عشرات الأمتار من السياج، يرافقه شقيقه وأبناؤه كذلك، يربط هذا المواطن بين الاتفاق وتواجده قرب السياج قائلا: "أوسلو دمرت القضية الفلسطينية".
ويلتفت للخلف نحو السياج، مضيفا: "عرفت أبنائي على القضية وأن هناك حقا وأراضي سلبت منا بعد السياج الفاصل تحتلها (إسرائيل)، وأن هذه الاتفاقية جاءت ولم تُعِدْ ولو لاجئا واحدا إلى أرضه".
وأكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية محمود خلف، أن اتفاق (أوسلو) سبب المآسي والكوارث والأزمات للشعب الفلسطيني.
وقال خلف لصحيفة "فلسطين" على هامش مشاركته بمسيرات العودة: "في ذكرى أوسلو، نستذكر ضياع المشروع الوطني"، مؤكدا أن ما حققته "أوسلو" "صفر كبير" على المستوى الوطني والسياسي.
وأضاف: للأسف! السلطة الفلسطينية لا زالت تراهن على العودة للمفاوضات تحت سقف "أوسلو".
وشدد على أن المخرج والحل لهذه المأساة يتمثل بالعودة لقرارات المؤسسات الفلسطينية وسحب الاعتراف بالاحتلال والغاء "أوسلو"، ووقف التنسيق الأمني والتعامل باتفاق باريس الاقتصادي، ومقاطعة بضائع الاحتلال، ومقاضاة الاحتلال أمام المحاكمة الدولية لعدم التزامه بقرارات الشرعية الدولية.