فلسطين أون لاين

​صفقة عباس منغستو

...
الدكتور صالح الهمص

قد يكون العنوان مثيراً للاستفهام، ولكن لا عجب، فقد يُبتلى المرء في دينه، وفي ماله وفي صحته، أما الابتلاء الأكبر للشعب الفلسطيني ومنذ عام ٢٠٠٥ هو تصدر عباس المشهد الفلسطيني باعتباره رئيسا للسلطة الفلسطينية رغم انتهاء ولايته منذ عام ٢٠٠٩.

لم يترك هذا الرجل مناسبة إلا وتبرأ فيها من كل ثابت فلسطيني، فقد تبرأ من الكفاح المسلح من دماء الشهداء ومن الأسرى، ولم يتوقف الأمر عند الأقوال، فقد تبع ذلك بأفعال، حيث قطع رواتب الشهداء والجرحى والأسرى حتى من هم في داخل السجون لم يسلموا من عقوباته.

أما عن علاقته بالمحتل، فهي مصدر فخره الوحيد، فهو يستمتع بأغاني "موشيه الياهو" ويرغب بالحفاظ على مستقبل ودماء الشباب والشغل الشاغل لأجهزته الأمنية وحسب تصريحاته هو الحفاظ علي الاتفاقات الموقعة والتنسيق الأمني، ولعل الأمر الذي يردده دائماً وبنوع من الافتخار بأنه يعيش تحت بسطار المحتل.

التقى مع شباب الجامعات الاسرائيلية، وأكد حرصه على مستقبلهم، وأن يعيشوا في أمنٍ وسلامٍ، وكان آخر اللقاءات مع عائلة الأسير الأثيوبيلدى المقاومة "منغستو" ومن جملة ما تحدث به لهم بأنه لا تربطه علاقة بحماس في الوقت الحالي، لكن لديه قنوات اتصال لإيصال رسالة العائلة إلى حماس، والمضحك المبكي في الأمر أن عائلة "منغستو" لم تحظ بحفاوة استقبال عند نتنياهو كما حظيت به عند عباس.

ولم تكن هذه السابقة الأولى لعباس في هذا الأمر، بل إنه إبان فترة أسر "شاليط" وعندما كان موجوداً في قطاع غزة عرض على حماس أن تسلمه "شاليط" حتى لو قيل عنه إنه عميل، فالأمر عنده لا يفرق كثيرًا، ولكن المهم راحة الشباب الإسرائيلي وتأمين مستقبلهم.

والأمر المثير للحزن أن حفاوة الاستقبال الذي حظيت به عائلة "منغستو" لم تحظ به عائلات الشهداء، وخاصة الذين تحتفظ دولة الكيان بجثامينهموترفض تسليمهم لأهلهم ولم تحظ عائلات الأسرى والجرحى بهذا الكرم العباسي، بل وقعت تحت مجزرة قطع الرواتب.

أعجبتني مبادرة صديق على الفيس بعد لقاء عباس مع عائلة "منغستو" وتنص المبادرة على أن يقوم عباس بإرجاع رواتب الموظفين المقطوعة رواتبهم منذ عام ٢٠٠٧ وما بعدها، ورفع العقوبات التي فرضت على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة سواء قطع الرواتب للموظفين أو التقاعد المالي، وتحسين الوضع المعيشي لسكان قطاع غزة سواء بالكهرباء أو المعابر وغيرها، مقابل إعادة "منغستو".

كلي ثقة أن عباس سيوافق على الصفقة مع أن رضا نتنياهو عنه أمر لا يُدرك، وسيوافق نتنياهو على الصفقة على اعتبار أنه لن يخسر شيئاً وسيقوم الوكيل في الضفة بالدفع.

أرجو من قيادة المقاومة دراسة هذه الصفقة لأن دولة الكيان لم تأخذ "منغستو" في عين الاعتبار يوما من الأيام، ولم تطرح اسمه للتبادل كما صرح أبو عبيدة الناطق باسم المقاومة، وأقترح على المقاومة أن تطلب أيضا بأن يكون عباس جزءا من الصفقة ، وأن يتم تسليمه أيضا لدولة الكيان لأنه أكثر نفعاً لهم من الشعب الفلسطيني.