كشف تحقيق تلفزيوني، بعنوان "حماس في بلاد الحرمين" عن خفايا الاعتقالات، التي طالت عشرات الفلسطينيين، بالمملكة العربية السعودية، وبينهم قيادات في "حماس"، وأسباب تدهور العلاقة بين الجانبين.
وعرض "التلفزيون العربي" ومقره لندن، مساء الاثنين، "التحقيق"، الذي تناول ظروف نشأة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السعودية، لا سيما في مدينة جدة، وتاريخ العلاقة بين المملكة والحركة.
"الفيلم"، الذي استغرق إعداده حوالي شهرين، تحدّث عن الصراع الدائر بصمت، بين "حماس" والنظام السعودي، وصولاً إلى حملة اعتقالات واسعة، وغير مسبوقة شنتها المملكة.
وفي أحد مشاهد "الفيلم"، يظهر شخص ممسكا بورقة تحوي عشرات الأسماء من معتقلي حركة حماس بالسعودية، رافضا الإفصاح عنهم، مكتفيا بالكشف عن أبرزهما، وهما، ممثل الحركة السابق في المملكة الدكتور محمد الخضري، والقيادي أبو عبيدة الأغا، (نجل خيري الأغا، الذي نعته حركة حماس، معتبرة إياه من الرعيل الأول ومؤسسي الحركة، الذين عملوا بالخفاء لعقود في السعودية، إلى حين وفاته في العام 2014).
وأخطر ما كشفه الفيلم، وجود نساء فلسطينيات بالسجون السعودية، وتحديدا معتقل "حائر" بالرياض، إذ تعرضن للتعذيب جسديا ونفسيا، وتم نقلهن لاحقا، إلى أحد السجون بجدة، بحسب نجل إحدى المعتقلات.
وكشف الشاب خلال الفيلم، أنه "تمكن من زيارة والدته خلال عيد الأضحى الماضي، بعدما سمحت السلطات السعودية بذلك، وقد نهش المرض جسدها".
وعرض التحقيق شهادات حصرية لمحتجزين سابقين، كما كشف عن أن كثيراً من المعتقلين المنتسبين إلى حركة "حماس"، هم من أصحاب الجنسية الأردنية.
وكشف فريق عمل "التحقيق"، أنه تواصل مع مسؤولين في الخارجية الأردنية وحركة حماس، والطرفان اعتذرا عن التعليق".
وأضاف بأنه حصل على كشف بجميع أسماء المعتقلين، ويتجاوز عددهم الـ (100).
وقال محللون وقيادات في "حماس"، خلال التحقيق التلفزيوني، إن علاقة جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بمحمد بن سلمان ولي العهد السعودي لها علاقة باعتقال الفلسطينيين الذين يحمل عدد منهم الجنسية الأردنية.
وأوضحوا أن السعودية تعتقل عشرات الفلسطينيين لعلاقتهم بحماس، وتقديم بعضهم الدعم المالي لها، إضافة إلى اعتقال كفلاء سعوديين لهم، والاستيلاء على شركاتهم الخاصة.
وأمس، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان لها، إن السلطات السعودية، تعتقل منذ أكثر من 5 شهور، أحد قيادييها ونجله.
وذكرت أن جهاز مباحث "أمن الدولة" السعودي، اعتقل يوم 4 إبريل/ نيسان 2019م، القيادي "محمد صالح الخضري المقيم في جدّة منذ نحو ثلاثة عقود".
ووصفت الحركة الاعتقال بأنه "خطوة غريبة ومستهجنة".
وأضافت إن الخضري "كان مسؤولا عن إدارة العلاقة مع المملكة العربية السعودية على مدى عقدين من الزمان، كما تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة".