فلسطين أون لاين

​دعا السلطة إلى تدويل قضية المرضى منهم

الفاخوري يحذر من استشهاد أسرى آخرين بفعل سياسة الإهمال الطبي المتعمد

...
صورة أرشيفية
غزة / حازم الحلو:

حذر رئيس مكتب إعلام الأسرى في قطاع غزة ناهد الفاخوري من استشهاد المزيد من الأسرى الذين يعانون أمراضًا صعبة ومزمنة في سجون الاحتلال، مؤكدا أن استشهاد الأسير بسام السايح يجب أن يدق ناقوس الخطر الشديد من سياسة الإهمال الطبي.

واستشهد السايح، أول من أمس، داخل مستشفى "أساف هاروفيه" الإسرائيلي بسبب سياسة الإهمال الطبي، حيث كان يعاني من مرض السرطان في الدم والعظم منذ بداية اعتقاله في العام 2015، كما عانى من مشاكل مزمنة في عمل القلب وتجمع الماء على رئتيه وصدره.

وذكر الفاخوري أنه باستشهاد الأسير بسام السايح، فإن قائمة شهداء الحركة الأسيرة منذ العام 1967 وحتى الآن ترتفع لنحو 221 شهيدا، ارتقى منهم 4 شهداء خلال الشهور القليلة الماضية فقط.

وأكد لصحيفة "فلسطين"، أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يعيشون أوضاعًا صحية صعبة ومتراجعة، وأن سياسة الإهمال والاستهتار الطبي تفضيان إلى الموت البطيء بين الأسرى.

وذكر أن الاحتلال يمارس عددًا من الأساليب في سياق سياسة الإعدام البطيء للأسرى، ومنها: الحرمان من الرعاية الطبية الحقيقية، والمماطلة المتعمدة في تقديم العلاج للأسرى المرضى والمصابين، والقهر والإذلال والتعذيب التي تتبعها طواقم الاعتقال والتحقيق.

وأشار الفاخوري إلى أن سلطات الاحتلال تتجاهل حالة الأسرى الصحية خاصة مع ذوي الأمراض المزمنة، ولمن يحتاجون لعمليات جراحية عاجلة أو أدوية خاصة.

وشدد على أن هذا الإجرام الإسرائيلي يشكل مخالفة واضحة وصريحة للمبادئ الأساسية لمعاملة السجناء التي اعتمدتها الهيئات والمؤسسات الدولية، والتي أكدت على حماية صحة السجناء والرعاية الطبية للأشخاص المحتجزين، وعدت أي مخالفة في هذا الجانب تضع مرتكبيها تحت طائلة الملاحقة والعقاب.

وأكد أن السكوت على جريمة استشهاد السايح سيضاعف قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة، محذرا من أن الاحتلال يستخدم الأسرى كحقل تجارب لبعض العقاقير والأدوية غير المعروفة والتي تسبب أضرارا بالغة للأسرى المرضى.

وبيَّن أن سلطات الاحتلال تستهتر بصحة الأسرى المرضى عبر نقل المرضى والمصابين منهم بسيارة مغلقة غير صحية، بدلاً من نقلهم بسيارات الإسعاف، وغالباً تكبّل أيديهم وأرجلهم، ناهيك عن المعاملة الفّظة والقاسية التي يتعرضون لها أثناء عملية النقل.

وشدد الفاخوري على أن عيادات سجون الاحتلال تفتقر إلى الحد الأدنى من الخدمات الصحية، والمعدات والأدوية، عوضًا عن عدم توافر أطباء أخصائيين لمعاينة وعلاج الحالات المرضية المتعددة كأطباء الأنف والأذن والحنجرة والعيون، علاوة على غياب أطباء مناوبين ليلاً لعلاج الحالات الطارئة.

ولفت إلى خلو السجون من أية أجهزة طبية مساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأطراف، والنظارات الطبية، وكذلك أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو، والتهابات القصبة الهوائية المزمنة.

ونوه الفاخوري إلى أن الاحتلال لا يقدم وجبات غذائية صحية مناسبة للأسرى، تتماشى مع الأمراض المزمنة التي يعانون منها، كأمراض الباطنة مثل السكري، والضغط، والقلب، والكلى، وغيرها.

وندد كذلك باستمرار الاحتلال في حرمان الأسرى من ذوي الأمراض المزمنة من أدويتهم كنوع من أنواع العقاب داخل السجن؛ منبهًا إلى أن عملية فحص الأسرى المرضى تتم بالمعاينة البصرية ودون لمسهم أو الحديث معهم، ومداواتهم من خلف شبك الأبواب.

ودعا الفاخوري السلطة إلى عمل جاد وحقيقي للضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عن الأسرى، مؤكدًا امتلاكها العديد من الأدوات لفعل الكثير للأسرى بصفتها طرفًا موقعًا على اتفاقيات التسوية مع الاحتلال، وانضمامها لعدد من المؤسسات والهيئات الحقوقية الدولية.