قائمة الموقع

السايح شهيدًا وشاهدًا على سنوات القهر والتنكيل والإهمال الطبي

2019-09-09T05:54:42+03:00
صورة أرشيفية

"أيامي قليلة لا تحرموني من تراب فلسطين", كلمات تركها الشهيد بسام السايح, وديعة لدى محبيه, وكأنه يعلم أنه على موعد مع الحرية, لكنها حرية من نوع آخر, فروحه عانقت سماء فلسطين, في حين ينتظر الجسد أن يضمه تراب جبال النار.

استشهد السايح (47 عامًا) تاركًا خلفه إرثًا من الثبات والصبر في مقارعة السجان والذي لم ترُق له ابتسامته رغم مرضه الخطير وصعوبة وضعه الصحي, وأنفاسه الخافتة التي ستبقى شاهدة على سنوات القهر والتنكيل والإهمال الطبي.

واكتظ منزل عائلة "السايح" في نابلس عقب إعلان نبأ استشهاده بالمئات من محبي بسام.

شقيق الأسير الشهيد خلدون السايح أوضح لصحيفة "فلسطين" أن العائلة "تلقت خبر استشهاده كالصاعقة وكنا تتوقع هذا الخبر في أي وقت, بسبب تأخر وضعه الصحي إلى مراحل خطيرة كانت تتطلب تدخلا طبيا خارج أسوار عيادة سجن الرملة, والتي استشهد بسام فيها مكبلا بالقيود الحديدية إلى أحد الأسرة".

ويتابع خلدون أن بسام كان من أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال حيث كان يعاني مرض السرطان في الدم والعظم منذ بداية اعتقاله يوم الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2015.

وأضاف شقيق أنه في عام 2009، وخلال وجوده في سجون السلطة الفلسطينية التي أمضى فيها نحو 3 سنوات على فترات متقطعة، ظهرت عليه أعراض الإصابة بالسرطان".

وأوضح أنه بعد الإفراج عنه سُمح له بالسفر للأردن للعلاج عام 2014، نظرًا لخطورة وضعه الصحي, وبعد عودته طرأ تحسن طفيف على حالته، لكن الاحتلال أعاد اعتقاله بعدها بعام، وخضع لتحقيقٍ قاسٍ وظروف اعتقاليه غير مناسبة، فأصيب بانتكاسات صحية متلاحقة.

وحول ذكرياته مع شقيقة الشهيد حاول خلدون جاهدا أن يلملم ذكريات بعثرها ألم الفراق, قائلًا: "كنا قبل نحو أسبوعين متلهفين لعودة شقيقتي من زيارة بسام داخل ما يسمى بمستشفى سجن الرملة, فرغم أوجاعه كان دائما يتحلى بالمعنويات العالية ويحاول أن يتظاهر بالقوة والتماسك وألا يخفي ابتسامته التي كانت تكمل عنه الحكاية حين ينتابه الصمت".

وليس ببعيد عن "خلدون" تكاد أن تسمع صوت والدة الشهيد وهي تحتضن صورة "بسام" والوصف هنا لشقيق الشهيد, والتي أقعدها المرض ومنعها الاحتلال من زيارة ولديها الشهيد والآخر الأسير (محمد) والذي أدخل هو الآخر لما اصطلح تسميته "مستشفى سجن الرملة" بعد تدهور حالته المرضية, حيث يقضي حكما بالسجن لمدة 20 عاما وكان قد اعتقل في عام 2002.

وأضاف "خلدون" أن رحلة شقيقه الشهيد بدأت مبكرا مع السجون فكان أصغر معتقل سياسي في سجون السلطة الفلسطينية ثم أصبح يتنقل ما بينها وبين سجون الاحتلال حتى قرار اعتقاله من الاحتلال عام 2015، بحجة مشاركته في التخطيط لعملية "ايتمار" التي جاءت ردًا على حرق المستوطنين عائلة دوابشة.

والشهيد "السايح" من مواليد عام 1972م في مدينة نابلس, حيث تلقى تعليمه الأساسي والمتوسط والثانوي فيها, والتحق بعدها بجامعة النجاح حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الصحافة والعلوم السياسية، وماجستير التخطيط والتنمية السياسية من الجامعة ذاتها.

أما عن تعامل إدارة سجون الاحتلال مع الشهيد كمريض بالسرطان قال "خلدون": لم تختلف عن معاملة أي أسير آخر، حيث كان يجب أن يتلقى العلاج الكيماوي في الوريد منذ بداية اعتقاله ولكن الاحتلال احتجزه في السجون التي تفتقر لأدنى المقومات الحياة.

وأضاف: إن "هذا العلاج لم يستمر بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمدة من قبل إدارة سجون الاحتلال، فبقيت حالته في تراجع أمام مرأى السجانين حتى استشهد".

اخبار ذات صلة