قائمة الموقع

شخصيات مقدسية تطالب بتوفير حماية دولية عاجلة لطلبة القدس

2019-09-03T06:10:31+03:00
صورة أرشيفية

أكدت شخصيات مقدسية أن المعاناة التي يتكبدها الطلبة المقدسيون في بداية العام الدراسي بسبب الاحتلال الإسرائيلي توجب على المؤسسات الدولية المختصة التدخل فورًا لرفع تلك المعاناة، وتأمين حياة دراسية طبيعية وفق ما أكدته المواثيق الدولية المرتبطة بهذا الشأن.

ودعت الشخصيات السلطة الفلسطينية إلى الاعتناء بالطلبة المقدسيين وتقديم معونات مادية ومعنوية مستمرة لهم، مؤكدة أنهم جزء أساسي من صمود أهل القدس المحتلة على أرضهم.

وتوجه، صباح أمس، ما يقارب 96 ألف طالب وطالبة، إلى مدارسهم في مدينة القدس مفتتحين عامهم الدراسي الجديد بعد انقضاء العطلة الصيفية، وسط معاناة متكررة ومتصاعدة بسبب تضييق الاحتلال عليهم وذويهم.

وأكد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحمُّوري، أن المشكلات التي يعانيها قطاع التعليم في القدس قديمة جديدة، مبينًا أن الاحتلال يتفنن في ابتداع أساليب وطرائق لثني الطلبة عن الذهاب للمدارس، ونشر الجهل والأمية في صفوفهم.

وذكر الحموري في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنه وفق دراسة أعدها المركز فإن طلبة القدس بحاجة في الوقت الحالي إلى ما لا يقل عن 1800 غرفة صفية جديدة لاستيعابهم، مشيرًا إلى أن صفوف المدارس تكتظ بالطلبة فوق الحد الطبيعي، إضافة إلى نقص الغرف الصفية المتخصصة مثل المكتبات والمختبرات العلمية وغيرها.

ولفت إلى أن أوضاع المدارس في غاية الصعوبة، وأن بعض المدارس تقع في مساحات ضيقة، حيث تكون عبارة عن شقة سكنية عادية، وتحتضن بين جنباتها مئات الطلبة المتكدسين في تلك المساحةوأوضح أن سكان القدس يعانون أيضًا من نقص حاد في رياض الأطفال بسبب التكلفة المادية المرتفعة لإنشائها، فضلا عن وضع الاحتلال شروطًا تعجيزية في وجه أي مستثمر يفكر في إنشاء روضة للأطفال.

نقص في رياض الأطفال

ونبه إلى أن هذه المشكلات اللوجستية هي نصف الحكاية، حيث يتمثل النصف الآخر في تدخل الاحتلال السافر في مناهج التعليم، حيث يقوم في كثير من الأحيان بالتدخل وتغيير المحتوى حتى في المدارس الخاضعة للسلطة الفلسطينية في ضواحي القدس.

وشدد على أن الاحتلال يريد من خلال إجراءاته التعسفية دفع الطلبة إلى أحد طريقين، إما الالتحاق بالمدارس الإسرائيلية التي تهدف لتزييف الوعي لدى النشء الفلسطيني، أو دفعهم لترك المدارس وعدم الالتحاق بها، وهو ما يعني خلق جيل جاهل وغير متعلم، يخدم بشكل غير مباشر أهداف الاحتلال في التهجير وتضييع الحقوق الفلسطينية.

ودعا الحموري المؤسسات الدولية وخاصة منظمة الثقافة والعلوم الدولية "يونسكو" إلى التدخل العاجل والجاد من أجل إنقاذ الوضع التعليمي في القدس، مطالبًا السلطة بمضاعفة دعهما للمدارس المقدسية وعدم تركها فريسة سياسة التجهيل الإسرائيلي.

انتهاك القوانين

بدوره عدَّ رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، ممارسات الاحتلال بحق الطلبة المقدسيين انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والمواثيق الدولية التي ألزمت الاحتلال بتقديم مستوى تعليمي جيد للواقعين تحت سيطرته.

وشدد الهدمي في حديثه لـ"فلسطين"، على أن الاحتلال لم يكتفِ بعدم تقديم مستوى جيد من التعليم للطلبة المقدسيين، بل راح يحارب كل المدارس غير التابعة لوزارة "المعارف" الإسرائيلية عبر فرض ضرائب باهظة عليها، والتدخل في مناهجها الدراسية، ومنع المدرسين من الوصول إليها، وغير ذلك من الممارسات العدوانية.

ولفت إلى أن دعم صمود الطلبة المقدسيين هو جزء مهم وحيوي من استراتيجية إبقاء مشعل الصمود مرفوعًا في القدس، مؤكدًا أن هذه المسؤولية تقع على عاتق السلطة والمؤسسات المرتبطة بدعم التعليم، سواء كانت عربية أو إسلامية أو دولية.

وبين أن خصوصية الوضع في مدينة القدس يضعها في مركز استهداف الاحتلال لكل المكونات الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذا الاستهداف يتوزع ما بين التضييق على المؤسسات التعليمية أو إهمالها، وما بين استهداف الطلبة عبر الاعتقال والحبس المنزلي وغير ذلك.

وذكر أن الطلبة المقدسيين يعيشون أوضاعًا صعبة للغاية في كل صباح مع ذهابهم إلى المدرسة أو عودتهم منها، لافتًا إلى أن كل أب وأم مقدسيين يودعان ابنهما في الصباح ويتوقعان أنه قد لا يعود بسبب رصاصة من جندي متربص به، أو مستوطن حاقد قد يقوم بدهسه كما حدث في حالات كثيرة سابقة.

وأوضح أن جيش الاحتلال وشرطته يوجدون بشكل مكثف في محيط المدارس المقدسية بزعم منع الطلبة من المشاركة في رشق الحجارة على جنوده، معتبرًا أن هذا الزعم متهافت ويهدف للتغطية على ممارسات الاحتلال الإرهابية بحق الطلبة.

ودعا إلى تبني استراتيجية وطنية وعربية وإسلامية تضع دعم الطالب المقدسي على رأس الأولويات، مؤكدًا أن هؤلاء الطلبة هم الحصن الأخير للمدينة المحتلة؛ لأنهم يرسمون حاضرها الصامد ومستقبلها المحرر الذي يجب أن تعيش من أجله.

اخبار ذات صلة