فلسطين أون لاين

فلسطينيو الخارج وتصويب البوصلة

افتقد الفلسطينيون في الخارج كما في الداخل لقيادة حقيقية تمثلهم بعد أن فقدت منظمة التحرير الفلسطينية مشروعيتها من سنوات، وتعطل المجلس التشريعي في الداخل وغياب فعلي لما يسمى المجلس الوطني، وهو أمر دعا الفلسطينيون إلى التوجه نحو البحث عن أطر جديدة تمكّنهم من رفع الصوت عاليًا لتحقيق مطالبهم، بوجود جسم فلسطيني يمثل اللاجئين في الخارج.

يعقدون مؤتمرهم في الأيام القادمة في اسطنبول يشارك فيه الآلاف، تحت اسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وهو امتداد للمؤتمرات التي عُقِدت في أوروبا وتشيلي، والنجاح في جمع كلمة الغالبية العظمي من اللاجئين بالخارج وأهمية وجود جسم موحد يمثلهم وخاصة بعد تضاعف عددهم في أوروبا بعد الأزمة السورية ونزوح مئات الآلاف نحو أوروبا.

المؤتمر استفز السلطة وحركة فتح وعادت للحديث عن شرعية منظمة التحرير وتخوين كل فلسطيني يسعى لطرح القضية في المحافل الدولية أو تشكيل أي تكتلات ومؤسسات تعبر عن حقوقهم والتمسك بمنظمة التحرير، التي لم يعد منها إلا الاسم ومجموعة السفارات التي لا تقوم بأي دور فعلي لنصرة اللاجئين، بل في مرحلة التعاون مع الاحتلال في التغطية على جرائمه وكذلك ملاحقة المقاومين والتضييق عليهم، كما حدث مع الشهيد عمر النايف في بلغاريا أو عملية خطف الأسير ضرار أبو سيسي من أوكرانيا، وهكذا تحمل منظمة التحرير ومكاتبها وسفاراتها ملفات طويلة من الفساد والإفساد الذي ذكرته تقارير الرقابة حول طبيعة عملهم.

أخيرًا يجد الفلسطينيون في اللجوء بوابة جديدة نحو إيجاد جسم وطني يمثلهم جميعًا في توحيد ندائهم لنصرة القضية الفلسطينية، وتبَنّي حقوقهم والدفاع عنهم بعيدًا عن الأصنام التي صنعت من قبل بعض الفصائل التي تستفيد من استمرار دورها بالشكل الحالي.

المؤتمر الشعبي يمثل نقلة نوعية في طرح القضية في أوروبا، وفي الغرب يمكن تطويره نحو الضغط لإجراء انتخابات خاصة لخلق قيادة شعبية منتخبة تمثل الفلسطينيين في الخارج إلى حين إعادة تشكيل المجلس الوطني وإجراء انتخابات شاملة في الداخل والخارج، وإن كان صعب المنال في ظل واقع منظمة التحرير الحالي ومماطلة رئيس السلطة محمود عباس في إعادة الوحدة للشعب الفلسطيني في الداخل.

لا يمتلك فلسطينيو الخارج خيارات كثيرة لإيجاد جهة تمثلهم أو أن تعبر عنهم إلا من خلال هذه النافذة التي تفتح لهم في إسطنبول، والأمل يحدونا نحو تحقيق حلمهم في انتخاب قيادة تمثلهم بديلًا عن القيادة الحالية، التي أكل وشرب عليها الزمن في رام الله أو سفارات منظمة التحرير في الخارج، وتعود البوصلة إلى واجهتها الحقيقية المتمثلة بقيادة تمثل كل الفلسطينيين وإن كانت البداية من الخارج.