أجواء تعاونية وحب للخير والأعمال التطوعية؛ هذه هي قواسم مشتركة تجمع شبانًا بمخلف أعمارهم وتخصصاتهم، دفعتهم لتأسيس حملتهم التطوعية المهتمة بالمجال الإنساني والإغاثي في قطاع غزة.
"حملة الإحسان التطوعية"، مبادرة شبابية انطلقت في عام 2011 ضمت عددًا من المؤمنين بالعمل التطوعي الخيري، حيث تُقدم نشاطاتٍ اجتماعية وإغاثية، كحملات توزيع الملابس من خلال معارض تُقام دوريًّا، وتوزيع الطرود الغذائية العاجلة للأسر المتعففة، بالإضافة لفعاليات ترفيهية واجتماعية وتثقيفية، للأطفال والنساء والمسنين والمرضى وغيرها من النشاطات.
"متنفس لطاقاتنا في ظل الظروف التي يعيشها الشباب في قطاع غزة"؛ بهذا بدأت العضو في الحملة أسيل حنون حديثها مع صحيفة "فلسطين"، مضيفةً أن الحملة قائمة على فكرة العطاء وحب البذل ومساعدة الآخرين، وجعلت لكل من منتسبيها عائلة ثانية قائمة على العمل الإنساني التطوعي.
وتتابع: "الحملة انطلقت في شهر رمضان عام 2011، بفكرة جمع بعض الأموال الفائضة من الأصدقاء وتوزيع وجبات الإفطار على الأسر الفقيرة، ضمت في بدايتها 20 شخصًا جميعهم يحملون فكرة الإحسان ويرغبون بتقديم الدعم ومساعدة للمجتمع، واستغلال طاقاتهم بما يُفيد الآخرين".
وتوضح حنون أن الحملة الآن تضم أكثر من 150 عضوًا من مختلف الأعمار والفئات والتخصصات، غالبيتهم في فترة الدراسة الجامعية، وعدد قليل من طلبة المدارس، إضافة لمجموعة من الخريجين والعاملين، يوحدون جهودهم وخبراتهم ومعارفهم لنجاح الحملة وفعالياتها المنوعة.
وتؤكد أن الحملة تعبّر بشكل كبير عن آمال الشباب وطموحاتهم في ظل المعاناة التي يعيشونها، فداخلها يتم إجراء انتخابات بشكل سنوي، لاختيار المجلس المشرف على الأعضاء، حيث يوجد مجلس منتخب يُدير الحملة كلَّ سنة، وموزَّع على عدة لجان تقوم بأداء مهامها وتوزيعها بشكل مناسب على هذه اللجان.
وتشير التقديرات السكانية منتصف 2017 إلى أن عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية بلغ ثلاثة ملايين، ومليونين في قطاع غزة، ومما يلفت الانتباه ارتفاع نسبة الشباب في الفئة العمرية المتراوحة بين 15 و29 عامًا إلى ما نسبته 30% من إجمالي العدد (أي 1.5 مليون شاب)، ومن المتوقع أن تبقى هذه النسبة ثابتة خلال العقد القادم، مع ازدياد الأعداد المطلقة لهم، إذ يصل عدد الشباب إلى نحو 1.7 مليون شاب في 2025، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
من جانيه يبيِّن العضو في الحملة المقداد مقداد، أنه وعدد من الشباب انضموا للحملة في سنوات دراستهم الجامعية الأولى وغالبيتهم الآن يعمل وآخرون متزوجون ويعيلون أسرهم لكن لم ينقطعوا عن تقديم المساعدة في الحملة، بل شاركوا عائلاتهم في النشاطات والفعاليات.
وعن الإقبال على الحملة يقول مقداد: "نشاطات الحملة المنوعة أدت لوجود أثر في المجتمع، وأصبح هناك مئات العائلات المتعففة يصلها ما تقدمه الحملة بشكل دوري، جعل ذلك من اسم الإحسان محط ثقة لدى الكثير من الأهالي والمتبرعين".
ويضيف: "عندما تستمع إلى دعوات الناس وشكرهم ورسائلهم التي تصل تشعر كأنك ولدت من جديد، وتزيد من ثقتك بعِظم ما تقدم".
ويؤكد مقداد أن الحملة لا تعتمد في تمويلها على جهة معينة أو مؤسسة، بل هي ذاتية الدعم والتمويل، فالأعضاء يقومون بالمساهمة من الأهل والأقارب والأصدقاء، وبعض التبرعات التي تصل من أهل الخير الذي وصلتهم فكرة الحملة.
ويوضح أن التمويل والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يتسبب بها الحصار المستمر منذ 13 سنة، تقف في كثير من الأحيان بينهم وبين تنفيذ فعالياتهم، خاصة خلال السنتيْن الأخيرتيْن.
ويطمح أعضاء الفريق لاستمرار نشاطاتهم الدورية والتجديد عليها، وتنميتها والتطوير على نوعية الفعاليات، وزيادة عدد الأسر المستفيدة من الدعم والعطاء الذي يقدمه الإحسان.
ويحتفل العالم باليوم العالمي للعمل الإنساني سنويًّا في 19 آب/ أغسطس للإشادة بمتطوعي العمل الإغاثي، والإشادة بما يقدمونه من نشاطات وفعاليات.

