قائمة الموقع

جوابرة ورفاقها.. "بصمة أمل" في الواقع الإنساني والوطني

2019-09-01T07:06:46+03:00

في جلسة شبابية على مصطبة عتيقة، لمعت فكرة مبادرة "بصمة أمل" بأذهان مجموعة من الخريجين الجامعيين، للانطلاق في تقديم كل ما يعزز أواصر ترابط وصمود أبناء شعبهم في الضفة الغربية المحتلة.

كان ذلك في الأول من يناير/ كانون الثاني 2016، عندما اتفقت المجموعة الشبابية صاحبة الفكرة، على التواصل والترابط فيما بينها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والعمل بجد لطرح مجموعة من الأفكار النيرة التي تخطو فيها المبادرة خطواتها الأولى فعليًّا.

وشقت مجموعة من الاقتراحات طريقها، أولها توزيع بطاقات تعريفية للمدن الفلسطينية التي هجرت العصابات الصهيونية أهلها منذ 1948، وصور لمفتاح العودة على المركبات العمومية والخاصة، لتذكير المواطنين بقراهم وبلادهم التي استولى عليها الاحتلال.

وفاء جوابرة إحدى مؤسِّسات مبادرة "بصمة أمل" تقول لصحيفة "فلسطين": مع إتمام الفكرة الأولى، ونجاح رسالتها، كان لا بد من التوجه إلى المناطق التي تتعرض لتغول الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولاته سلب أراضي المواطنين في محافظتي الخليل وبيت لحم، وذلك لمساندتهم تارة في قطف ثمار الزيتون الذي تستبيح أشجاره مقصات المستوطنين، وإقامة ساعات فرح ومرح للأطفال، وتارة أخرى تثبيتًا لقلوب الفلسطينيين وأرجلهم على هذه الأرض.

وعلى وقع مساندة الفلسطينيين في المناطق الفقيرة والمهمشة أو تلك المعرضة لاستيلاء الاحتلال عليها في الضفة، كان نموذج قرية "أم الخير" بمحافظة الخليل، ورقة نجاح أخرى للمبادرة، بعد دعم مدرستها الوحيدة، وملء مكتبتها الكبيرة بالكتب لتستفيد منها فئات عمرية عدة بدءًا من الأطفال وصولًا إلى الجامعيين.

ولم تكن قرية "أم الخير" هي المحطة الأخيرة، إذ إنَّ مناطق عدة كما الحال مع مدرسة بلدة السموع، كانت على أجندة الاهتمام، ليس لطلابها فحسب، بل حتى لأمهاتهم، في إطار تعزيز صمودهن، ودعمهن في ظل الخوف الملاصق لأفئدتهن من بطش الاحتلال ومستوطنيه في المكان.

وتضيف جوابرة: "كنا مجموعة من الخريجين الجامعيين الشباب، لا يتجاوز عددنا 20 فردًا، من محافظتي بيت لحم والخليل، والآن مع نجاحنا الحلقة اتسعت أكثر فأكثر، وامتد عملها في اتجاه تعزيز الفكرة الأساس وهي المناطق المهمشة والفقيرة وعلى أطراف المحافظتين".

وعلى قاعدة النجاح حازت تراخيصَ رسمية بتكوين جمعية خيرية خاصة ذات صلة بالفكرة الأصل لمبادرة "بصمة أمل"، وقد كان لنشاطها في المناطق التي تصلها كل مرة، صدى إعلامي محفز للمؤسسات والمبادرات والجمعيات الأخرى للوصول للمكان وإمداده بالدعم والمساندة وسد الحاجة.

ولم تكن هذه المجالات فقط على سلم الأولويات، إذ إن ذوي الاحتياجات الخاصة في كل مناطق المحافظتين أيضًا، امتدت لهم يد العون، بتوفير 500 كرسي متحرك.

وتشير جوابرة إلى أنَّ المساهمة في العمل توجه أيضًا لمنطقة تجمع الخان الأحمر، المهددة بالهدم والاستيلاء، فقد نفذ مجموعة من الأنشطة والفعاليات العملية التي تُثبت الطلبة في مدارسهم، وتلبي لهم حاجاتهم ومستلزماتهم، إلى جانب تنظيم برامج دعم نفسي للطلبة وذويهم لتشجيعهم على إرسال أبنائهم للمدارس في ظل أجواء الخوف التي يحاول الاحتلال بثها في المكان.

وتقطن في تجمع الخان الأحمر أسر بدوية من عشيرة عرب أبو داهوك المتفرعة من بدو الجهالين في محافظة القدس.

وترفض سلطات الاحتلال ربط التجمع بشبكة الكهرباء والمياه والصّرف الصحي والطرق، وتمنع بناء المنازل والمباني العامّة، وتقلّص مساحات المراعي، وقد باتت حياتهم قاسية على أمل الدفع بهم إلى الرحيل عن منازلهم، ضمن مخطط لإخلائه من الفلسطينيين، أصحابه الأصليين.

وعلى الرغم من سلسلة النجاحات التي بدأتها المبادرة منذ نشأتها قبل ثلاث سنوات، في تحقيق فكرتها، إلا أنها كما تقول جوابرة تعترضها مجموعة من التحديات، التي أبرزها، أمر التمويل وسط آمال بضمان استمرار العمل في تعزيز ومساندة الأهالي.

اخبار ذات صلة