فلسطين أون لاين

الاعتدال العربي واجتثاث المقاومة

كتب ميخائيل بار زوهار عضو كنيست "إسرائيلي" سابق أن حماس أمام خيارين لا ثالث لها، الأول أن تتنازل عن محاربة "إسرائيل" كما فعلت فتح وتبحث عن توافق للتعايش معها، وإما الاستمرار في الحرب وتجديد هجماتها بين حين وآخر، وهذا لا يخدم "إسرائيل" ولا يخدم قطاع غزة، ويخلص إلى أنه يجب على "إسرائيل" أن تنسق خطواتها باتجاه معركة عسكرية مع حماس بمشاركة الدول العربية المعتدلة، وبعد القضاء على الحركة يجب إقامة سلطة مدنية في غزة من خلال مراقبة عربية وعدم تدخل "إسرائيل" في إدارة شؤون غزة بعد التخلص من حماس وفقًا لخيالاته.

أن تفعل حركة حماس كما فعلت فتح أمر مستحيل، لأن فتح أو منظمة التحرير لو نجحت في مشروعها لما وصلت الأوضاع إلى ما وصلت إليه، فالمنظمة اعترفت بشرعية الاحتلال وتنازلت عن ثلاثة أرباع الوطن ومع ذلك قتلت إسرائيل الرئيس ياسر عرفات وقتلت رموزًا وطنية في المنظمة وشنت عملية السور الواقي وهدمت المؤسسات الوطنية، وما زالت تضغط على السلطة وتحارب فيها ولم تعطها أي شيء، فكيف لحماس أن تسير على نفس الدرب؟ هذا دليل على الغباء الذي يسيطر على العقلية الإسرائيلية.

الاحتمال الثاني هو الحاصل وهو أن تستمر حماس وباقي فصائل المقاومة بهجماتها للرد على أي اعتداء إسرائيلي ومن أجل التخفيف من معاناة شعبنا ورفع الحصار عن سكان قطاع غزة، ولدى حركة حماس مشروع مختلف عن مشروع منظمة التحرير، حيث إن الحركة مستعدة أن تجمد المقاومة لسنوات طويلة مقابل انسحاب كامل للاحتلال من المناطق المحتلة عام 67 وإقامة دولة فلسطينية عليها مع ضمان حق عودة اللاجئين دون أي اعتراف بشرعية الاحتلال أو إسقاط حق المقاومة إلى الأبد، ودون تدخل للمحتل في المناطق المحررة، وبهذا قد يضمن الاحتلال سنوات طويلة من الهدوء والأمن.

أما حديث زوهار عن مشاركة دول عربية "معتدلة" كمرتزقة في التخلص من حماس فهو حديث غبي، لأن مشاركة الدول العربية لدولة الاحتلال "إسرائيل" في قتال المقاومة الفلسطينية يعني سقوط تلك الأنظمة وانهيارها، ونحن نعتقد أنها حتى دون تلك المشاركة توشك على الانهيار والاندثار.

إن كان هناك من قيمة لما كتبه زوهار فهو توضيحه للشارع العربي ماذا يقصد الإسرائيليون من قولهم: "الدول العربية المعتدلة"، حيث أصبح واضحًا أن الاعتدال العربي بالنسبة لهم هو الاستسلام والانقياد لأوامر المحتل الإسرائيلي، والاستعداد لارتكاب المجازر ضد العرب والمسلمين، أي أن المعتدل العربي هو الذي يريد الحياة والبقاء لليهود ولكيانهم غير الشرعي ويريد الموت والدمار لكل عربي يفكر في تحرير فلسطين والأقصى.