فلسطين أون لاين

​تحليل: أي مغامرة لنتنياهو في غزة أو لبنان سيكون ثمنها مستقبله السياسي

...
الناصرة / حازم الحلو:

رأى محللان سياسيان أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لن يقدم على خطوة عسكرية كبيرة في الوقت الحالي ضد حزب الله في لبنان أو حركة حماس في قطاع غزة، مشيرين إلى أن ذلك لا يمنع تصعيد الأمور باتجاه مستوى معين دون التورّط في مواجهة شاملة.

وذكرا أن الوضع الحالي لنتنياهو يتسم بالحساسية الشديدة على الصعيد الداخلي، فخصومه السياسيون يترقبون حصول أي تطورات معه من أجل الانقضاض عليه سياسيا وتخسيره الانتخابات حتى قبل أن تبدأ.

وكان مسئولون إسرائيليون قد أنّبوا نتنياهو لإحجامه عن توجيه ضربات عسكرية الى حزب الله في لبنان وحركة حماس في قطاع غزة، متهمين إياه بالخنوع والخضوع والامساك بعصا الأمن الاسرائيلي بيد مرتعشة خائفة.

ورأى المحلل السياسي وديع أبو نصار أن نتنياهو في وضعه الحالي يريد ان يلعب سياسية نظيفة خالية من الاخطاء التي قد تُحسب عليه، ولأجل ذلك فهو ليس معنيا بمقامرة كبيرة تتمثل في تصعيد لمواجهة مع حزب الله أو حماس.

وأشار الى أن أي مغامرة من قبل نتنياهو ستكون لها تبعات كثيرة على مستقبله السياسي في الانتخابات القادمة، لافتا الى أن نتنياهو أصلا في موقف حرج بسبب فضائحه التي تم الحقيق معه بسببها.

لكن أبو نصار ذكر أن نتنياهو يبتغي الوصول إلى مستوى من التوتر مع غزة ولبنان، يكون من خلاله قد حافظ على صورته كرجل أمن لدى الجمهور الاسرائيلي الذي يحبذ هذا النوع من الزعماء، وذلك إما عبر شن عمليات صامتة دون الاعلان عن مسئولية (إسرائيل) عنها، او الاستمرار في قصف اهداف لحزب الله داخل سوريا وليس داخل لبنان.

وبشأن موقف حماس وحزب الله، دعا ابو نصار المقاومة الفلسطينية واللبنانية الى أن تكون حكيمة، اذ انه وبرغم ان نتنياهو يعيش وضعا صعبا، الا انه ليس من الحكمة البدء في مواجهة عسكرية ستكون نتائجها سلبية على لبنان وغزة، الا في حال اضطروا للرد على عدوان إسرائيلي، رغم أنه مستبعد حاليا.

وأفاد ان الواجب على لبنان وغزة ان تتذكر المثل العبري الذي يقول إنك حينما تدخل الغابة فلا يجب ان تكون قويا فقط، بل تلزمك الحكمة أكثر من القوة، منوها الى أن الظرف الدولي المتمثل في دعم امريكي لا محدود للاحتلال، وتخلٍ رسمي عربي عن القضية الفلسطينية، لا يشجعان أن تكون المقاومة في موقف المبادر في المواجهة القادمة.

بدوره، رأى المحلل السياسي عباس زكور، أن نتنياهو يقدم حسابته الشخصية على أي حسابات أخرى، منوها الى أنه – أي نتنياهو- يعيش هواجس حقيقية من إمكانية خسارة الانتخابات وفق ما تكشفه استطلاعات الرأي الحالية، وبالتالي جرجرته في المحاكم ليقضي بقية أيامه في معزولا في أحد السجون.

ولفت في حديثه لصحيفة "فلسطين"، الى أن خوف الفشل في أي مواجهة قادمة يبعثه تذكر مآل رئيس الوزراء الأسبق ايهود اولمرت الذي وجد نفسه في موقف المحاسبة والمسائلة بعد اخفاقات الجيش في حرب العام 2006 ضد حزب الله.

وأوضح ان خصوم نتنياهو السياسيين يدركون تماما ان غزة ولبنان مسألتان معقدتان لا يمكن لنتنياهو أن يخوض فيهما وأن يخرج منهما دون أضرار واضحة، وعليه فهم يطمحون لقتله سياسيا عبر توريطه في مثل هذا المستنقع.

لكن زكور يحذر من ان نتنياهو الذي يجيد ممارسة السياسة مع خصومه قد يجد نفسه في موقف المضطر لزيادة مستوى التوتر مع حزب الله وحماس إرضاء لغرور الجمهور الاسرائيلي الذي يميل بشكل واضح الى الصقورية والتطرف يوما بعد يوم.

وأشار الى ان هذا الخيار يشبه المشي على حد السكين، لأنه بات واضحا ان الزمن الذي كانت تبدأ فيه دولة الاحتلال الحرب وتنهيها بحسب رغبتها قد ولى الى غير رجعة سواء مع غزة أو لبنان، منوها الى أن نتنياهو بإمكانه رفع السقف وإشعال الفتيل، لكن سيحرق أول ما يحرق أصابعه هو وليس خصومه.