يعتقل الاحتلال الإسرائيلي أشرف عبد الرحمن فتتولى شقيقته "حياة" مسؤولية الدفاع عنه أمام المحاكم الإسرائيلية محاولة الوصول إلى دليل يبرئه أمام تلك المحاكم، لكن الضابط "يوسي" يضع أمامها كل العقبات حتى لا تصل إلى هذا الدليل، وخلال رحلة بحثها يستشهد ابنها "وليد"، فيتولد لدى حياة هدف جديد، الانتقام من "يوسي" هذا الضابط الذي حرم شقيقها الحرية وقتل ابنها.
هذه الأحداث التمثيلية تدور في أحد أضخم الأعمال الدرامية الفلسطينية بعنوان "عشر سنين"، وهو فيلم من جزءين، تبلغ مدة كل جزء ساعتين، لكنه توقف في آخر مرحلة من الإنتاج بسبب الظروف المالية، وتحديدًا عند نصف الساعة الأخيرة بعد اكتمال تصوير ثلاث ساعات ونصف.
يأمل مخرج الفيلم علاء العالول أن يخرج فيلمه إلى النور، كما تخرج أشعة الشمس من نافذة مكتبه المطلة على شاطئ بحر مدينة غزة دون أن تمنعها عوائق وتحبسها حواجز، وألا يبقى مقيدًا ومسجونًا بين قضبان الظروف المالية، وكأن هذه الأزمة تصدر حكمها بسجن الفيلم كحال بطل قصته الأسير، والأسرى في غياهب سجون الاحتلال.
بمجرد جلوسك في هذا المكتب توحي لك الصور الموزعة بدقة، فضلًا عن تجهيزات المكتب، وما يحويه من أدوات ومعدات أنك في حضرة مخرج درامي، حتى دون أن يعرف نفسه.
يقول العالول لصحيفة "فلسطين": "إن فيلم عشر سنين أنتج قبل عامين، هدفنا حينها لإنتاج عمل فني درامي بمحتوى جديد مغاير عن الأخبار والأفلام الوثائقية التي تناولت موضوعات وملفات القضية الفلسطينية، وانطلقنا من قضية الأسرى".
انطلاق الفكرة
في ورشة كتابة لاختيار الفكرة وكتابة السيناريو اجتمع العالول مع كتبة سيناريو ثلاثة: سائد السويركي، وأفنان قطراوي، وأحمد فياض، وكتبوا مشاهد القصة، يضيف: "بعد ذلك استمررنا مدة شهرين نبحث عن بطلة للفيلم، واستقررنا في النهاية على وجوه جديدة، وأخذنا على عاتقنا تدريبهم وانطلقنا في التصوير".
كان أمام فريق الإنتاج تحديات كبيرة، أولاً اختيار أبطال الفيلم، فوقع اختيارهم على الممثلة آية أبو سلطان، وعلى البطلين أكرم عبيد، وإسماعيل دحلان، الذي حظي بدور الأسير "أشرف" في قصة لفتت الأنظار إليه، يتحدث عنها العالول: "يعمل إسماعيل لدينا مهندس ديكور، وهو بالمناسبة فنان تشكيلي".
"وحينما تعذر علينا الوصول إلى شخصية لعدم تطابق الشخصيات المختبرة مع المعايير المطلوبة لبطل الفيلم؛ بادر وقدم نفسه، لكونه مهتمًّا بالتمثيل، وبعد اختباره عثرنا على "أشرف" الذي نبحث عنه" يتابع.
على مدار ستة أشهر استمر الإنتاج والتصوير في نحو 20 موقع تصوير، كانت معظم نفقات الفيلم ذاتية دون تمويل من أي جهة، وبنى فريق الإنتاج موقعًا شمال بيت حانون يحاكي المواقع العسكرية الإسرائيلية، حتى يشعر المشاهد أن الأحداث تجري بموقع حقيقي، جهز بأسلاك وغرف خشبية وأبراج مراقبة.
"في تموز (يوليو) 2017م قررنا عرض الجزء الأول وإكمال الجزء الثاني من العائدات" هذه كانت فكرة العالول وفريقه للتغلب على الأزمة المالية، فهل نجحت؟
يقول: "حققنا نجاحًا قويًّا ومهمًا في تسليط الضوء على الفيلم، فعرضنا الجزء الأول في سينما السامر بمدينة غزة بعد تجهيزها وتنظيفها".
"لكن، يا للأسف! –يتابع- وجدنا أن الجمهور ليس لديه ثقافة شراء تذاكر ودعم فيلم من إنتاج محلي، فتجربة جلب عوائد مالية من بيع تذاكر لم تحقق أهدافها، ولم نستطع الإكمال".
محاولات وعقبات
حاول الفريق التواصل مع قنوات عربية مختلفة، وتقسيم الفيلم إلى عدة حلقات، وبدأ التسويق، لكنهم اصطدموا بعقبات أخرى، يكمل العالول وهو يفتح كفيه، بنبرة صوت بدا عليها الاستياء: "لم نجد رغبة لدى القنوات العربية بشراء الفيلم، بعد تقسيمه إلى حلقات وتحويله إلى مسلسل، رغم إشادتهم بجودة المحتوى وحجم الإنتاج والتصوير، فمحتوى الفيلم الذي يستعرض قضية الأسرى منعهم من ذلك تجنبًا لملاحقة الاحتلال لهم".
يعلق على ذلك: "شركات التوزيع لا تريد وضع أنفسها بمخاطرة معاداة الكيان الإسرائيلي؛ هذا ما فهمناه، ونحن في ظروف الحصار لا نستطيع الحصول على تأشيرات سفر لتسويق الفيلم في دول العالم".
توقف الفيلم عند نصف الساعة الأخيرة، بعد اكتمال تصوير ثلاث ساعات ونصف، لذا يقوم الفريق بحملة دعم لاستكمال ما تبقى من الجزء الثاني، وأيضًا الاستمرار في عجلة الإنتاج للبدء بأفلام جديدة.
هل تلقى الفيلم دعمًا محليًّا؟، سؤال آثار استغراب العالول ليرد متحسرًا على واقع الاهتمام بالعمل الفني: "لم نجد اهتمامًا فلسطينيًّا رسميًّا، أحد المسؤولين قال لي: "لا تتعب نفسك، موضوعك لا يمول؛ لأن الموضوع يخص (إسرائيل)"، رغم أن العمل الدرامي والفني مهم في تسليط الضوء على قضايا الأسرى الذين أفنوا أعمارهم في الدفاع عن قضية شعبهم".