فلسطين أون لاين

رفض فصائلي لتبريرات "فتح" تفجيري غزة

...
صورة من مكان احد التفجيرات في غزة
غزة / خضر عبد العال:

رفضت فصائل فلسطينية التبريرات التي صرّح بها قادة من حركة "فتح" حول حادثي التفجير اللذين استهدافا نقطتين للشرطة الفلسطينية مساء الثلاثاء جنوب وغرب مدينة غزة، مؤكدةً أن هذه التبريرات تضع أصحابها في موضع الاتهام المباشر.

وأفادت وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة في بيان مقتضب أمس، أن ثلاثة من عناصر الشرطة استشهدوا نتيجة تفجير انتحاري وقع قرب حاجز للشرطة على مفترق الدحدوح جنوب المدينة، في حين استهدف تفجير انتحاري آخر حاجزًا للشرطة على شارع الرشيد الساحلي بمنطقة الشيخ عجلين غربًا.

واستهجنت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان لها وصل "فلسطين نسخة عنه، موقف "فتح" من التفجيرات الإرهابية التي طالت عناصر الشرطة الفلسطينية.

وعدّت حماس في بيانها تغليب الحزبية ولغة الانقسام وإعطاء المبررات للقتل مشاركة في الجريمة وتوفير الغطاء السياسي لها.

وقالت حماس في بيانها: "تأتي هذه الجريمة النكراء في محاولة لحرف الأنظار عما يقوم به الاحتلال الصهيوني من جرائم ومؤامرات تستهدف المسجد الأقصى المبارك"، مشيرةً إلى أن هذه التفجيرات تكمل دور الاحتلال، ولكن وبكل أسف بأيدٍ خانت الانتماء لوطنها ودينها، وارتضت أن تكون أداة قذرة بيد أعداء شعبنا.

وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم، في تصريح صحفي: "نستغرب من موقف بعض قيادات وناطقي حركة فتح من العمليات الإرهابية التي استهدفت رجال الأمن في قطاع غزة، ومحاولتهم تبرير هذا الفعل".

وأضاف قاسم: "هذا الموقف التبريري من بعض الشخصيات الفتحاوية لهذا الفعل الإجرامي، وهو تغريد خارج السرب الوطني الذي أجمع على إدانة هذه العمليات الإرهابية".

وتابع: "هذا الموقف من شخصيات فتحاوية، هو نتاج الحسابات الحزبية والفئوية الضيقة، التي جعلتهم في تعارض مع مصالح شعبنا الفلسطيني، الذي تعرض بالأمس لاستهداف إرهابي واضح".

وكانت قيادات في حركة "فتح" وناطقون باسمها، قد صرحوا بشكل سلبي على الأحداث الإرهابية التي وقعت في قطاع غزة.

وعلّق رئيس المكتب الاعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة فتح منير الجاغوب مساء أمس، حول الحادثة بالقول: "لقد استخدمت حماس نفس هذا النوع من الأعمال الإجرامية ضد عناصر السلطة وكوادرها عام ٢٠٠٧، وها هي تكتوي هي نفسها بنار الإرهاب وتدفع ثمن تغاضيها عن وجود ورعاية بعض التيارات التكفيرية الإرهابية في قطاع غزة".

فيما صرّح نائب رئيس حركة فتح محمود العالول حول الحادثة بالقول: "لا نريد أن نستبق الأحداث، لنرى ما الذي يجري ومبررات هذه المسألة (..) نأمل ألا تكون الضغوط التي تمارسها حماس على الكثير من فئات شعبنا تؤدي إلى مثل هذه الحالة".

"أصوات نشاز"

بدوره, أكد الأمين العام لحركة الأحرار الفلسطينية خالد أبو هلال، أن حالة الاجماع الوطني منقطعة النظير تدلل على أن الأجهزة الأمنية والمقاومة في غزة صنوان لا ينفصلان، وظهيران متكاملان لشعبنا الفلسطيني ولقضيتنا وحقوقنا.

وقال أبو هلال لصحيفة "فلسطين": "تخرج بعض الأصوات النشاز بتصريحات غريبة والتي كما يبدو أنها تضع نفسها في خانة الاتهام، ليس فقط تبرر وإنما تشجع وتعطي ضوءا أخضر لمن يريد أن يفكر مثل هذا التفكير المنحرف".

وأضاف: "كما يبدو لا يزال يوجد من يعيش في أحقاده الدفينة على شعبنا الفلسطيني ووحدتنا الوطنية، ومن تشتعل في صدره نار الحقد والثأر والانتقام، ولا يريد نسيان الماضي، وتجاوز لحظات مؤلمة عاشها شعبنا الفلسطيني الذي يطمح لتجسيد الوحدة الوطنية، وبدء مرحلة حقيقية يتم فيها تصويب البوصلة، بوصلة العداء للاحتلال الإسرائيلي فقط".

ولفت إلى أن التجارب الماضية كانت تحمل كثيرا من الأدلة والبراهين على تورط جهات أمنية فلسطينية تتبع لرام الله، في محاولة لإثارة الأوضاع في غزة، وإحداث حالة من الفتنة والبلبلة، والصراعات الداخلية.

وتابع أبو هلال قوله: "يبدو أن مثل هذه التصريحات تضع أصحابها في موضع الاتهام المباشر".

ووصف هذه العملية بـ"الجبانة" كونها "استهدفت عنوان الأمن والأمان والقانون في غزة، وهي الشرطة الفلسطينية بما تمثل من عنوان لسلامة السير والمرور والأمن العام على الطريق، فهي جهة خدماتية تخدم كل أبناء شعبنا الفلسطيني".

وشدد بأن من سلّم هؤلاء المجرمين منفذي العملية الأدوات والأوامر لا يمكن أن يكون فلسطينيا، إنما هو خادمًا للاحتلال الإسرائيلي، إن لم يكن عميلًا مباشرة له".

"ليس وقت المناكفات"

من جهته علّق القيادي بالتيار الإصلاحي في حركة فتح عماد محسن، حول هذه التبريرات، بالقول: "هذا ليس وقت المناكفات السياسية وليس وقت تحميل الاتهامات، الجبهة الداخلية والسلم الأهلي في خطر من بؤر إجرام آثمة تعتدي على عناصر الشرطة الفلسطينية الذين يمارسون عملهم ليل نهار من أجل أمن الوطن والمواطن".

وقال محسن لصحيفة "فلسطين": "الآن هو وقت الوحدة الوطنية والشراكة السياسية، وقت الحديث عن الطريقة التي يمكن فيها تمكين مجتمعنا من أجل مواجهة هذه الآفات، وليس وقت السجال وتسجيل النقاط".

وأضاف: "يجب التضامن والتماسك بين جميع مكونات المجتمع الفلسطيني، قوى، فصائل، أحزاب سياسية، سلطة، مؤسسات مجتمع مدني، مؤسسات تعليمية، دور عبادة، ونواد ثقافية، هذا دور أصحاب الأقلام المحترمة الشريفة".

وأكد في ختام حديثه على ضرورة أن يشحذ الكل الفلسطيني همته من أجل ضمان تماسك المجتمع الفلسطيني وضمان السلم الأهلي وتحصين الجبهة الداخلية.