مع بدء العام الدراسي تدخل الأم في مرحلة قلق بشأن كيفية تهيئة أطفالها من أجل بدء العام الدراسي الجديد بهمة ونشاط، بعد أشهر من السهر واللعب والترفيه المطلق كما كان يحلو لهم في الإجازة الصيفية.
وأصعب ما يعانيه الطفل في تلك اللحظة هو الشعور بفقدان الأمان، ويصبح مسؤولًا عن تصرفاته وسلوكه، ومطالبًا باتباع قوانين وقواعد ربما لم تفرض عليه من قبل في أثناء وجوده في البيت، لذلك من المهم جدًّا أن يهيئ الوالدان طفلهما التهيئة الكافية والكاملة لمواجهة هذا الحدث المهم في حياته.
وفي هذا السياق قالت الاختصاصية النفسية سمر قويدر: "إن تهيئة الطفل قبل العودة إلى المدارس تبدأ بإظهار مزايا وأهمية التعليم في بناء شخصيته ومستقبله؛ لكي يكون عضوًا نافعًا لنفسه ولوطنه".
وأكدت قويدر لـ"فلسطين" أهمية الحديث إلى الأبناء عن اقتراب المدرسة وأن عليهم الالتزام ببعض الأمور التي قد تحرمهم أشياء محببة إليهم، قد يقل تكرارها مع مطلع العام الدراسي، لكن مع الحرص على ألا يكون ذلك فجائيًّا وقاسيًا على نفوسهم.
ودعت الوالدين إلى تدريب الطفل على الاختلاط بعدد من الأطفال وإقامة علاقات اجتماعية معهم، ليكتسب مهارات المشاركة، والعطاء وكيفية مواجهة المشكلات وإيجاد حلول مناسبة إليها، وتزويده بالكتب المصورة التي تعكس حياة المدرسة بشكل مشوِّق وجميل.
ونصحت قويدر الأم بتدريب طفلها على الانفصال عنها بضع ساعات من اليوم، تدريجًا، وهنا تأتي فائدة وأهمية مرحلة رياض الأطفال قبل المدرسة.
وأشارت إلى أنه من المفيد اصطحاب الطفل إلى المدرسة قبل الالتحاق بها عند تسجيله فيها ليتعرف إلى المكان والفصول الدراسية، مع الحرص على مرافقته في أول يوم دراسي ليشعر بالأمان والاطمئنان.
ولفتت الاختصاصية النفسية إلى أن الابن في السن الصغيرة يقتنع بكلام من هم أكبر منه قليلًا أو في مثل سنه؛ فلا مانع من الاستعانة بالأخ الأكبر للطفل أو أحد الأقرباء الذي يكون على علاقة طيبة ومؤثرة في شخصية الطفل، للتحدث إليه وتحفيزه لاستقبال العام الدراسي بقبول ورضا نفسي.
وشددت على أهمية تعويد الطفل النوم مبكرًا بعد تصريح مفتوح بالسهر في أشهر الإجازة الصيفية، قبل بداية الدراسة بمدة كافية، حتى يتعود جسمه تغيير مواعيد النوم والاستيقاظ لضبط الساعة البيولوجية لديه.