سلسلة عمليات فدائية ما تزال الضفة الغربية والقدس المحتلتان تعيشان صداها بعد إرباك الاحتلال الإسرائيلي وأجهزته الأمنية، سيما أنها بدت تشهد تنظيما أكثر من منفذيها.
وزاد الأمور تعقيدا – حسب وسائل الإعلام العبرية – عنصر المفاجأة الذي أضعف قوات الاحتلال أمام المنفذين والمخططين.
والجمعة الماضية قُتلت مستوطنة وأصيب اثنان آخران بشظايا عبوة "انفجارية" قرب مستوطنة "دوليب" غرب رام الله، ولا يزال الاحتلال يبحث عن المنفذين، وهل العملية منظمة أم فردية؟
المحلل السياسي طلال عوكل يرجح أن تكون العملية الأخيرة التي أدت لمقتل المستوطنة غرب رام الله منظمة وليست عملية فردية، كون استخدام المتفجرات يتطلب جهات وعناصر ذوي خبرة.
ويقول عوكل لصحيفة "فلسطين": العملية نفذت بدقة من خلال زراعة المتفجرات والتفجير، وتمكن المنفذين من الانسحاب والتخفي عن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية المختلفة، وهو ما يعطي مؤشرا على وجود عمل منظم.
ويوضح أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تعد قادرة على ضبط منفذي العمليات بسرعة، إذ يتمكن الكثير من المنفذين من الاختفاء لمدد طويلة بعد نجاحهم في تنفيذ عملياتهم.
ويتوقع أن تشهد الفترة القادمة المزيد من العمليات الفدائية في ظل تواصل الاستفزازات الإسرائيلية في الأماكن المقدسة، وزيادة الاستيطان من حكومة الاحتلال، والحديث عن فرض سيادتها على أجزاء من الضفة الغربية.
الكاتب السياسي جاد الله صفا يؤكد أن العمليات أصبحت حالة متقدمة ومنظمة لمنفذي العمل العسكري، كون إلحاق الهزيمة للاحتلال لن يحصل لرغبة ذاتية وإنما من خلال عمل جماعي ومنظم وحرب شعبية طويلة الأمد.
ويقول صفا لصحيفة "فلسطين": "رغم سياسة التنسيق الأمني وعجز التنظيمات العسكرية، فإن العمليات لم تتوقف، وجاءت نتيجة استمرار اعتداءات الاحتلال، والتنكر الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني للعيش بوطنه وممارسة كل حقوقه الوطنية والسياسية".
ويوضح أن العمليات التي تجرى في الضفة المحتلة هي نتيجة سياسة قمع الاحتلال اليومي، ومصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات، والانتهاكات اليومية بالقدس والأماكن المقدسة، وسياسة التهويد الممارسة لتغيير معالم المدينة ومقدساتها.
ويشير إلى أن كل تلك الاستفزازات الإسرائيلية تدفع المواطن إلى مقاومة الاحتلال بالضفة الغربية من خلال عمليات بطولية ينفذها بدافع وطني وشريف.
ويتوقع الكاتب السياسي استمرار تنفيذ العمليات الفدائية التي تستهدف المستوطنين وجنود الاحتلال خلال الفترة القادمة، بطريقة منظمة وبدقة.
وأردف بالقول: "ما دام الاحتلال قائما فالعمل الفدائي والمقاومة قائمان، فإذا كانت الساحة الفلسطينية تمر بحالة عجز لا يعني أن هذا لن يتم تجاوزه، أو أن الأرض لن تتحرر، والاحتلال سيطرد سواء بطريقه عفوية أو منظمة".
المحلل العسكري للقناة الإسرائيلية الـ 13 "ألون بن دافيد" يرى أن الخلية التي تقف خلف العملية تعرف جيداً ترتيبات المكان وساعات قدوم الجيش والمستوطنين إلى عين الماء الذي نفذت قربه العملية.
ويوضح أن أغلب التقديرات تشير إلى أن الخلية كانت تنوي تفجير العبوة بجنود الجيش الذين يأتون عادة قبل قدوم المستوطنين.