قائمة الموقع

وفدا النظام والمعارضة السوريين في جنيف لجولة مفاوضات جديدة

2017-02-22T10:42:53+02:00
رجل إنقاذ سوري ينقذ امرأة من أنقاض مبنى تعرض للقصف في حلب أول أمس (أ ف ب)

وصل ممثلون عن النظام السوري الأربعاء 22-2-2017 إلى جنيف التي يصلها ممثلو المعارضة اليوم أيضاً، عشية انطلاق جولة جديدة من مفاوضات لإنهاء النزاع المستمر منذ ستة سنوات.

ووصل وفد النظام وعلى رأسه مبعوث سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري اليوم إلى جنيف، وفق ما أكد مصدر مقرب من الوفد .

ومن المفترض أن يصل وفد المعارضة الأساسي الذي يضم ممثلين عن المعارضة السياسية وآخرين عن الفصائل المعارضة، بعد ظهر اليوم يرافقه فريق من المستشارين والتقنيين، وفق ما أكد مسؤول إعلامي مرافق للوفد .

ويترأس وفد المعارضة المؤلف من 22 عضوًا العضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية طبيب القلب نصر الحريري، وتم تعيين المحامي محمد صبرا كبيرًا للمفاوضين.

وسيشارك في جولة المفاوضات الرابعة برعاية الأمم المتحدة في جنيف أيضًا وفدان من مجموعتين معارضتين أخريين تعرفان باسمي "منصة موسكو" و"منصة القاهرة".

وتضم "منصة موسكو" معارضين مقربين من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء سابقاً قدري جميل. أما "منصة القاهرة" فتجمع عددًا من الشخصيات المعارضة والمستقلة بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد مقدسي.

وكما سابقاتها، تواجه الجولة الجديدة من المفاوضات معوقات عدة، ولكنها أيضًا تأتي وسط تطورات ميدانية ودبلوماسية أهمها الخسائر الميدانية التي منيت بها المعارضة خلال الأشهر الأخيرة وأبرزها في مدينة حلب، والتقارب الجديد بين تركيا الداعمة للمعارضة وروسيا، أبرز داعمي النظام، فضلاً عن وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى سدة الحكم في واشنطن.

وعدد رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان معوقات عدة أبرزها فشل تثبيت وقف إطلاق النار المعمول به منذ كانون الأول/ديسمبر، وعدم وضوح موقف واشنطن من العملية السياسية.

وأشار رمضان إلى "فشل روسيا و(محادثات) أستانا في تطبيق الإجراءات التمهيدية التي تشمل وقف الأعمال العدائية والعسكرية وإطلاق سراح المعتقلين ودخول المساعدات" إلى المناطق المحاصرة.

ولفت إلى أن "الدول الضامنة لم تنجح في تحقيق تقدم في أي من هذه الملفات، ما سينعكس سلباً على مسار المفاوضات".

واستضافت أستانا الأسبوع الماضي جولة ثانية من محادثات السلام السورية برعاية روسيا وإيران وتركيا. وكان على جدول أعمالها بند رئيسي يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار الهش.

وأكد يحيى العريضي، أحد أعضاء فريق الاستشاريين المرافق للوفد المعارض، "أولوية وقف إطلاق النار" خلال المفاوضات، مضيفًا "لا يمكن إنجاز أي شيء من الأمور المطروحة على المسار السياسي من دون إنجاز قضية وقف إطلاق النار".

وأضاف "حاولنا في أستانا 1 وأستانا 2، لكن الوعود التي قدمت لنا من الضامن الروسي والضامن التركي لم تلق ترجمة على صعيد الواقع، وهذا معيق أساسي".

كما تحدث رمضان عن "عدم وجود توافق أميركي روسي حول استئناف العملية السياسية، فضلاً عن عدم وضوح مواقف إدارة الرئيس ترامب بشأن سوريا والشرق الأوسط".

ومن شأن ذلك، وفق قوله، أن "يجعل الموقف الدولي ضبابيًا بعض الشيء في ما يتعلق بحماسة الأطراف الإقليمية للدفع باتجاه إنجاز حل سياسي عادل في سوريا".

ولم يصدر عن ترامب الذي طلب من البنتاغون خططًا جديدة قبل نهاية شباط/فبراير لمواجهة "تنظيم الدولة الإسلامية"، أي مؤشر حتى الساعة إلى مشاركة بلاده في جهود حل النزاع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 310 آلاف شخص ونزوح الملايين.

"آمال محدودة"

وستركز جولة المفاوضات الحالية أيضًا على عملية الانتقال السياسي في سوريا، بما فيها وضع دستور وإجراء انتخابات.

ولطالما شكلت عملية الانتقال السياسي نقطة خلافية بين النظام والمعارضة خلال جولات التفاوض الماضية، إذ تطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات تضم ممثلين للحكومة والمعارضة، مشترطة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، في حين يرى النظام السوري أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع.

وقال العريضي في هذا الشأن أن "النظام أخذ على عاتقه منذ البداية أن يحكم سوريا أو يدمرها"، مضيفًا : "مبدأ الكل أو لا شي هذا يعرقل بشكل أساسي أي فرصة أو إمكانية لحل سياسي".

وتابع "طالما أن هذه الحالة موجودة فلا أتوقع أي منجزات خيّرة في جنيف إلا إذا كان هناك ضغط دولي ونية حقيقية لدى واشنطن تجاه المسألة السورية".

وأضاف "الآمال محدودة، هذا صحيح، لكن لا نعتبر أستانا أو جنيف إلا إحدى المعارك التي يخوضها السوري من أجل أن يعيد بلده إلى الحياة".

اخبار ذات صلة