فلسطين أون لاين

​"حسونة" ينقذ المزارعين والتجار بجهاز يخفض نسبة رطوبة البصل

...
الحاج حمدي حسونة
غزة/ مريم الشوبكي:

شاهد بعض تجار البصل يحملون الصناديق ويفرشون البصل على الأرض في الهواء الطلق، فسألهم بدهشة لماذا تفعلون ذلك ولمدة أسبوع، ليخبروه أن المحصول وفير وتصيبه العفونة إذا بقي لعدة أيام، فالهواء والشمس يخلصانه من الرطوبة وبالتالي تزيد مدة صلاحيته.

حينها لمعت الفكرة في ذهن الحاج حمدي حسونة، الذي يختص بصناعة وحدات صناعية لتبريد الثلاجات في ورشته الصغيرة المتواضعة، بدأ في هذا الطريق بالتعلم الذاتي من الألف إلى الياء من خلال قراءة مئات الكتب، وبالتجربة والخطأ أصبح الرائد في هذه الصناعة من شمال قطاع غزة إلى جنوبه في وقت لم يكن أحد غيره في هذا المجال منذ 40 عامًا.

تصميم ثلاجة حفظ وتخزين البصل، نبعت فكرتها من ملاحظة حسونة والتي أنقذت التجار والمزارعين أيضًا من تلف البصل في موسمه، يقول: "40% من منتج البصل كان يتلف بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في فصل الصيف، ولكن بعد وضعه في الثلاجة تنخفض نسبة الرطوبة من 65-75%، في درجة حرارة 1 فوق الصفر".

ويضيف حسونة لـ"فلسطين": "مدة حفظ البصل تصل إلى ستة أشهر دون أن يتلف أو تتغير خواصه حتى، وهذا شجع المزارعين على مواصلة زراعة البصل على مدار العام، دون الاضطرار إلى استيراده، لوجود انتاج وفير منه، وبالتالي ينخفض سعره في الأسواق".

وما يؤثر على نجاح فكرة "ثلاجة البصل"، يشير إلى أن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة أثر على مواد التبريد والتسخين حيث يمنع إدخالها إلى غزة، بالإضافة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر على فاعلية الثلاجة والجهاز، وهذا يدفع التجار إلى تشغيل مولدات ضخمة تكلفتها عالية.

والبداية الحقيقية لتصميم ثلاجة حفظ البصل، كانت قبل ثلاث سنوات حينما طلب منه أحد تجار المكسرات الكبار في رفح، تصميم جهاز لحفظ المكسرات من التلف، وإبقاء صلاحيتها لأشهر، يقول :" بالفعل صممت جهازا يخفض درجة الرطوبة من 75 إلى 40 في درجة حرارة عشرة مئوية فوق الصفر، وتمتد صلاحية المكسرات لستة أشهر بشرط وجود الكهرباء على مدار اليوم".

وصمم "حسونة" في بداية ثمانينيات القرن الماضي "برك الايس كريم"، وهي عبارة عن آلة تقوم بتجميد خمسين قالب من الايس كريم في عشر دقائق، وصمم أيضًا ثلاجة تبريد تحفظ الفواكه والخضار وتقوم بتجميد اللحوم في آن واحد.

تعلم الهندسة كان حلما يراود "حسونة" ولكن الظروف المادية حالت دون التحاقه بالجامعة الإسلامية كما كان يحلم، ولكن حقق حلمه بتعليم نجله الهندسة بالإضافة إلى تعليمه أسرار الصنعة، كما يقول.