فلسطين أون لاين

محاولات شيطنة المقاومة تصطدم بدعم الحاضنة الشعبية

...
صورة من الحملة التي نظمها نشطاء فلسطينيون لمواجهة شائعات الاحتلال
غزة/ نور الدين صالح:

لم تتوقف ماكينة الاحتلال الإسرائيلي التي يرافقها بعض أجهزة الأمن في المنطقة عن محاولاتها السمتمرة لشيطنة المقاومة الفلسطينية، لزعزعة الثقة في أوساط الجمهور الفلسطيني الذي بدا أكثر تمسكاً بهذا النهج حتى نيل الحقوق الوطنية.

وتسعى الجهات المعادية للمقاومة لزرع بذور الفتنة بين أفراد المجتمع الفلسطيني، من خلال بث الشائعات والأخبار المفبركة ضد عناصر المقاومة وقادتها، في محاولة لتأليب الحاضنة الشعبية ضدها.

الباحث في قضايا الإعلام السياسي والدعاية حيدر المصدر قال: إن محاولات شيطنة المقاومة وبث الشائعات قائمة منذ انطلاق الثورة الفلسطينية وبكثافة عالية ومستمرة.

وأضاف المصدر في حديث لصحيفة "فلسطين": "يخيل للمتابع ارتفاع وتيرة محاولات بث الشائعات والأخبار المفبركة نتيجة السلوك الجماهيري على مواقع التواصل، من حيث نقله لها وتضخيم أثرها على الآخرين".

وأوضح أن شيطنة المقاومة جزء من جهد كامل لإحداث شرخ بينها وبين الحاضنة الشعبية، بهدف إضعافها وعزلها عن المجتمع، لافتاً إلى أن ذلك "جهد إستراتيجي قائم منذ سنوات".

وبيّن أن هذه المحاولات قد تؤثر في الحاضنة الشعبية، ما يؤدي لسهولة الاستفراد بالمقاومة، مستدركاً: "لكن يجب اتخاذ المزيد من الخطوات الرامية لزيادة التلاحم بين المقاومة والحاضنة الشعبية".

وأشار المصدر إلى ضرورة أن تكون عملية نقل الأخبار عن الإعلام الإسرائيلي منظمة، من خلال اختيار الموضوعات وتوقع مدى تأثيرها على الجمهور المتلقي مسبقا، أي فلترتها وممارسة الرقابة الذاتية.

ونبّه إلى مسألة انتقال المستخدم من مفهوم مشاركة المعلومة إلى تخيل ما بعدها، موضحًا أن تجاوز ما وراء المعلومة "يتسبب في خلق صور متخيلة عن الواقع خطأ أو مبالغ فيها".

استهداف دائم

بدوره أكد المختص في التوعية المجتمعية محمد أبو هربيد أن المقاومة مستهدفة بكل الأساليب منذ سنوات طويلة تحت عناوين ناعمة مثل "إنهاء الانقسام، أو التعايش مع الاحتلال" وغيرها من الوسائل.

وأوضح أبو هربيد لصحيفة "فلسطين" أن الهدف من كل هذه الوسائل "النيل من غزة كون الحاضنة الشعبية فيها تدعم نهج مقاومة الاحتلال".

وأشار إلى أن "الجهات المشبوهة تسعى لتجريد المقاومة من الدعم الشعبي، من خلال التقاط بعد التجاوزات البسيطة وفبركتها بشكل أوسع، واتهام عناصرها بالطبقية والعنصرية لتغطية جرائمها ضد القطاع".

ورأى أبو هربيد وهو المتحدث باسم حملة التحصين المجتمعي "خليك صاحي" أن الاحتلال يهيئ لأمر ما في المستقبل يتمثل في تحشيد المجتمع للخروج ضد المقاومة.

ودعا إلى مواجهة مثل هذه الشائعات بتفنيدها وتقديم المعلومات والرواية الحقيقية للجمهور الفلسطيني، إضافة إلى توجيه نصائح حول خطورة التعامل معها.

كما طالب المواطنين بعدم التعاطي مع الأخبار المفبركة والحسابات المشبوهة، مناشداً الجهات المختصة لملاحقتها قانونياً.

وحذر من أن "أثر هذه الأخبار المفبركة سيكون قوياً حال لم تتخذ الجهات المعنية إجراءات قوية لتوعية الجمهور وغيرها من سبل المواجهة".

خدمة الاحتلال

إلى ذلك قال أستاذ الإعلام في جامعات الضفة الغربية د. نشأت الأقطش: إن شيطنة المقاومة قائمة منذ اندلاع الثورة الفلسطينية من بعض الأنظمة العربية والاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح الأقطش خلال اتصال مع صحيفة "فلسطين" أن أبرز الاختلافات التي حدثت بين الماضي والحاضر هو أن بعض الدول التي كانت تدّعي دعم المقاومة أصبحت معادية لها لصالح (إسرائيل).

وبيّن أن العداء للثورة والمقاومة الفلسطينية يهدف للسيطرة والهيمنة عليها أو إضعافها خدمة للاحتلال الإسرائيلي.

وشدد على ضرورة وحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام، من أجل مواجهة المحاولات الرامية لضرب المقاومة الفلسطينية، مثمناً في الوقت ذاته دعم الحاضنة الشعبية للمقاومة.