فلسطين أون لاين

​يا للعار

استهجان وغضب شديدان، يسودان عند رؤية المقدسيين لأي مطبع يزور المسجد الأقصى المبارك، لكون الزيارة ليست بزيارة، بل تطبيع وإعطاء شرعية للاحتلال بالسيطرة على المسجد الأقصى والتحكم بمن يدخل ويخرج تحت علم الاحتلال.

أليس من العار أن يدخل أي عربي أو مسلم أو أي إنسان حر وشريف المسجد الأقصى، تحت علم الاحتلال، وتفتيش وإهانة وإذلال لا يوصف من جنود وشرطة الاحتلال؟

أليس من العار والشنار، أن يتم ختم أي جواز عربي وإسلامي بختم دول الاحتلال المصطنعة المسامة (إسرائيل)، والتي هي زائلة قريبًا باعتراف مفكريها وكتابها؟

أليس ختم الجوازات العربية والإسلامية بختم دولة وهمية مفروضة بقوة السلاح والإرهاب، يعد تطبيعًا واعترافًا بها، ما لم يكن الأمر قد وقع تحت الاضطرار؟ وهنا لا يوجد اضطرار لأي كان زيارة المسجد الأقصى تحت حراب المحتل الغاصب.

أليس للسجن أحكام خاصة به، لا تنطبق على ما يجري في الخارج، وأن القدس واقعة تحت احتلال وأسيرة، وأولى الأولويات هو تحريرها بدل شرعنة احتلالها بخطوات وأفكار وأقوال، ما أنزل الله بها من سلطان؟

العقل والمنطق يقول عند التعرض لخطر خارجي فإن الكل يتجند لإزالة هذا الخطر، وهل هناك أعظم خطرًا من احتلال أرض؟

ألا يعطي زيارة المسجد الأقصى تحت حراب الاحتلال، وكأن المسجد لا يخضع للاحتلال وأن دولة الاحتلال متسامحة مع الأديان في الوقت الذي تمنع الكثيرين ومنهم أبناء وبنات القدس المحتلة، من دخول المسجد الأقصى.

ألا يعتبر تجميل لصورة الاحتلال وتطبيعا يخدمه، زيارة المسجد الأقصى تحت حراسة ومراقبة جنود وشرطة الاحتلال.

زيارة المسجد الأقصى غير موفقة، وأمر مرفوض ومشين ان يزوره رجل مسلم وعربي وحر وشريف، تحت علم الاحتلال.

أليس من يزور القدس، يدخلها وهو مطأطئ الرأس؛ بدل أن يدخلها فاتحًا مرفوع الرأس وعلم فلسطين يرفرف فوق المآذن والرؤوس؟

ألا يعد من يدعو لزيارة القدس قد وقع تحت تأثير وتزوير، فدولة الاحتلال التي تتقن فن التضليل، وهو تأكيد أنها تشجع الزيارات التي تهدف إلى التطبيع، وإعطاء صورة مغلوطة عنها بأنها متسامحة مع اتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية، ولا تمنعهم من أداء شعائرهم الدينية بكل حرية.

كل زيارة للقدس المحتلة، تخدم الاحتلال ودعايته الكاذبة حول احترام حرية الأديان، في الوقت الذي تمنع في سكان الضفة من زيارته، وهم يرون من منازلهم قبة الصخرة.

ألم يجمع العلماء المسلمين على حرمة التطبيع بكل أشكاله، وهو حتى ما توافق مع البابا شنودة الذي كان صلبًا في معارضته زيارة القدس ولم يتنازل عن موقفه الوطني والأخلاقي حتى اللحظة الأخيرة.

ألا يقول أهالي القدس بكل صراحة ووضوح، بأنهم كانوا يأملون أن يأتي الزوار ومعهم جيوش المسلمين محررين وفاتحين، لا مطأطئي الرؤوس تحت علم الاحتلال وبحراسته؟