كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، النقاب عن سعي حكومة الاحتلال الإسرائيلية إلى تهجير المواطنين في قطاع غزة إلى أي دولة في العالم شرط عدم عودتهم.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي (لم تكشف عن هويته)، سعى الحكومة منذ عام للسماح لسكان غزة بالمغادرة دون عودة.
وأشار إلى استعداد سلطات الاحتلال فتح معابر قطاع غزة، والسماح للغزيين بالسفر جوا من مطاراتها، في حال توفرت دولة يمكنها استيعابهم.
وقال المصدر نفسه، الذي يرافق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في زيارته لأوكرانيا، أن "(إسرائيل) على استعداد لتنظيم عملية النقل، وفتح أحد مطاراتها في منطقة النقب لهذا الغرض".
وبحسب أقواله التي أوردتها الصحيفة، فإن هذا الموضوع قد عرض عدة مرات على اجتماعات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "كابينيت"، وجرت عدة محاولات لإقناع عدة دول باستيعاب الفلسطينيين، بيد أن ذلك لم ينجح.
وأضاف ذات المصدر أن (إسرائيل) أبدت استعدادا لتمويل عملية الهجرة إلى دولة ثالثة في حال العثور على دولة توافق على استيعابهم.
وقال إن "مجلس الأمن القومي" توجه إلى دول في الشرق الأوسط، وفحص هل ستوافق على استيعاب غزيين، ولكن دون جدوى.
عملية ترحيل
وفي أول رد فعل اعتبر النائب العربي في برلمان الاحتلال (كنيست) أحمد الطيبي، ما يتردد عن تشجيع الهجرة طوعًا من قطاع غزة "عملية ترحيل أي ترانسفير طوعي".
وأوضح الطيبي في تصريحات صحفية، أنه سبق لعضو الـ "كنيست" اليميني رحبعام زئيفي أن طرح هذا الاقتراح بحيث تمت تسميته عام 1948 بتطهير عرقي.
ومنذ دحر الاحتلال عن قطاع غزة عام 2005، والتي أزال على إثرها جميع المستوطنات الإسرائيلية (22 مستوطنة)، التي عرفت فيما بعد باسم "المحررات"، تتواصل موجة من التوتر بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية.
وقام الاحتلال بفرض حصار اقتصادي خانق على قطاع غزة إثر نجاح حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالفوز في الانتخابات التشريعية في 2006، وشمل منع أو تقنين دخول المحروقات والكهرباء والكثير من السلع.
كما قام بشنّ ثلاث حروب على قطاع غزة، خلال السنوات الماضية، الاولى في 27 كانون أول/ديسمبر عام 2008، واستمرت 21 يوما. والثانية في 14 تشرين ثاني/نوفمبر 2012، واستمرت لمدة 8 أيام. والثالثة في 7 تموز/يوليو من 2014، واستمرت 51 يوما، إلا أنه فشل في تحقيق أهدافه، وعلى رأسها القضاء على حركة "حماس" واستعادة جنوده الأسرى عند الحركة والقضاء على سلاح المقاومة، بحسب مراقبين.
وكانت الجولة الأخيرة من التصعيد بين الاحتلال وفصائل المقاومة، في الـ 4 من أيار/مايو 2018، واستمر نحو 3 أيام، حيث أسفر عن استشهاد 27 فلسطينيا وإصابة 154 مواطنا، وعلى الجانب الآخر، قُتل 4 إسرائيليين، وأصيب 130 على الأقل معظمهم بالصدمة، وفق إعلام عبري.
يشار إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع، ظروفا إنسانية واقتصادية قاسية جرّاء استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض للعام الـ13 على التوالي.