أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، استمرار المقاومة الفلسطينية في إستراتيجية مراكمة قوتها في قطاع غزة والضفة الغربية "رغم التحديات"، مشيرًا إلى أن حماس تعمل في المرحلة الحالية على أربع مهمات، واستعدادها للبدء بمفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال وصولًا لصفقة تبادل للأسرى.
جاء ذلك خلال تواصله مع العائلات الفلسطينية في مدينة دير البلح، ضمن حملة "تواصل" التي أطلقتها حماس في عيد الأضحى المبارك.
وشدد هنية على أن العائلات الفلسطينية تمثل ذخر القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن الزيارات "سيبنى عليها من خلالها تبادل الآراء والاستماع إلى بعضنا، والبحث في عناصر القوة.. هذا وطن وبلد الجميع، يحرره ويبنيه ويعيش فوقه الجميع".
مهمات أربع
وأوضح أن حماس تعمل في المرحلة الحالية على أربع مهمات، تبدأ بمراكمة قوة المقاومة "فسلاحنا عنواننا، ولن نلقيه لأنه عنوان الحرية والاستقلال والصمود"، وثانيًا التصدي لمخططات الاحتلال في القدس المحتلة "فهي عنوان المرحلة وكل المراحل في ظل ما تتعرض له من تهديدات خطيرة".
وأضاف: "لن نسمح بتمرير مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى أو أي مؤامرات أخرى ضد القدس المحتلة، أياً كان بُعدها سياسيًّا أو دينيًّا أو وطنيًّا (...) وشُلت أيماننا إن لم ندافع عنكم بالروح والدم والصاروخ والبندقية".
وحول المهمة الثالثة، أكد هنية ضرورة "حماية حق العودة والتمسك به حتى العودة إلى الوطن الذي هجر منه الشعب الفلسطيني، بالاستمرار في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار".
ولفت إلى أن ما تعيشه المخيمات الفلسطينية في لبنان "تأكيد لرفض الوطن البديل ورفض القوانين التي تمس بالبعد السياسي للاجئ الفلسطيني".
وشدد على أن مخيمات لبنان، خاصة مخيم عين الحلوة "تصدوا لأكثر من مؤامرة سياسية أو أمنية أو اجتماعية، ولن نتنازل عن حق العودة ولن نفرط فيه، ولن يضيع بالتقادم، ولا يملك رئيس ولا منظمة ولا سلطة ولا محور ولا تحالف التنازل عن حق ستة ملايين فلسطيني".
وفي المهمة الرابعة، جدد هنية رفضه والشعب الفلسطيني لكل محاولات "التغلغل الصهيوني" في المنطقة العربية والإسلامية والتطبيع مع الاحتلال سياسيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وصحيًّا ورياضيًّا.
وقال: "هذا الكيان لا مستقبل له على أرض فلسطين، فكيف يمكن أن يكون له مستقبل في الدول العربية والإسلامية"، داعيًا التيارات والهيئات والشعوب العربية إلى رفض التطبيع مع الاحتلال تحت أي ظرف من الظروف.
ورأى هنية أن المهمات الأربعة "تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك رفض صفقة القرن"، وضرورة تقوية الموقف الفلسطيني الموحد "فلا لصفقة القرن أمام كل الإغراءات والتهديدات".
خريطة طريق
وأوضح رئيس مكتب حماس السياسي أن تحقيق أهداف المهمات الأربع يتم عبر خريطة طريق فلسطينية وطنية بإعلان واضح وصريح أن الثوابت الفلسطينية غير خاضعة للتفاوض أو البحث أو التنازل حتى إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وتحرير الأسرى.
وجدد هنية استعداد حماس الدائم لتحقيق الوحدة الوطنية في أي مسار من مساراتها على قاعدة الثوابت والمقاومة الفلسطينية وعدم التنازل عن الأرض، مشيرًا إلى ضرورة اختيار قيادة وطنية جامعة تحت مظلة منظمة التحرير وإجراء انتخابات عامة.
كما دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى زيارة غزة للاجتماع بالفصائل الفلسطينية لبحث الوضع الفلسطيني الراهن أو الاجتماع في العاصمة المصرية القاهرة.
رسالة للأسرى
ووجه هنية رسالته للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال قائلاً: "أيها الأسرى الأبطال إن المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام التي حررت الأسرى بالبندقية وحققت رسالة الشيخ أحمد ياسين (بدنا ولادنا يروحوا غصبًا عن (إسرائيل))... سيأتي اليوم الذي نحرركم فيه ولن نتخلى عنكم".
وأضاف: "ما بين أيدينا من كنز على هذا الصعيد لا يمكن أن يفلت من أيديدنا ولو اجتمعت علينا كل قوى الأرض، إلا إذا استجابوا لمطالبنا ومطالب شعبنا الفلسطيني"، مؤكدًا جهوزية حماس لمفاوضات غير مباشرة إذا كان للعدو استعداد للوصول إلى صفقة تبادل".
من جانب آخر أكد هنية حرص حماس على تعزيز العلاقات مع المحيط العربي والإسلامي بما يخدم القضية الفلسطيني، قائلاً: "قضية فلسطين قضية عربية وإسلامية وحريصون على علاقات متوازنة مع كل أشقائنا في مصر والأردن وسوريا والسعودية وإيران وقطر والمغرب العربي والدول الإسلامية".
وأضاف: "فلسطين قضيتها إنسانية تحتاج إلى علاقاتنا مع روسيا والصين وجنوب إفريقيا، في ظل ما تشهده المنطقة من تهديدات خطيرة".