لم تغفل حركة المقاومة الإسلامية حماس دور العائلات الفلسطينية في تعزيز الوحدة الوطنية، واحتضان المقاومة بكل أشكالها، فحرصت على مد جسور التواصل والتلاحم بينها من خلال تدشين حملة زيارات كبيرة، ثالث أيام عيد الأضحى المبارك بعنوان "تواصل" هدفها زيارة نحو ٦٠٠ عائلة في كل مناطق قطاع غزة.
وتأتي الزيارات -بحسب حماس- تأكيدًا من قيادة الحركة على أهمية دور العائلات في تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، ولتقديم الشكر على احتضان المقاومة بكل أشكالها.
وتأتى حملة الزيارات على مرحلتين؛ الأولى في أيام عيد الأضحى المبارك، على أن تستمر في مرحلتها الثانية حتى يناير من العام المقبل.
وشارك في الحملة رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، وقائد الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، إلى جانبهم أعضاء المكتب السياسي وقيادات الحركة في مناطق القطاع.
احتضان المقاومة
ويقول رئيس لجان الإصلاح في رابطة علماء فلسطين د. ماهر الحولي: "إن حملة تواصل مدت جسور التعاون وعززت العلاقات بين حركة حماس والعوائل الفلسطينية ومخاتيرها ورجالها وأشبالها وأطفالها".
ويشير الحولي لصحيفة "فلسطين" إلى أن حملة الزيارات رسخت معاني المحبة والألفة والاحترام والتقدير بين حركة حماس والعائلات الفلسطينية، ونجحت في التصدي لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي في مساعيه لتفتيت العائلات الفلسطينية وقتل النسيج الاجتماعي ونشر التفرقة بين العائلات.
وأوضح أن الحملة تمكنت من لم الشمل الفلسطيني ووطدت العلاقات الاجتماعية بين العائلات الفلسطينية وحركة حماس التي استمعت لهموم ومطالب الناس "فهم الذخر الاستراتيجي لمشروع التحرير والعودة، والحاضنة الطبيعية للمقاومة".
وأتت الحملة، بحسب الحولي، في إطار الواجب الوطني والأخلاقي والشعور بالمسؤولية والتواصل مع عموم عائلات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لتهنئتهم بعيد الأضحى المبارك، وتعبيرًا عن المحبة والتقدير والاحترام لهم في ظل صمودهم وصبرهم في وجه كل المؤامرات.
ويضيف الحولي: "قدمت حماس خلال حملة الزيارات الشكر والتقدير للعائلات الفلسطينية على مواقفها الوطنية المشرفة لتمسكها بالهوية والثوابت الوطنية، ومشاركتهم في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار المفروض على القطاع".
وبين أن حملة "تواصل" جاءت للتأكيد على أهمية ومكانة العائلات الفلسطينية التي تمثل الحاضنة الشعبية للمقاومة، ومخزونها الاستراتيجي.
ووجدت الحركة وفق الحولي، حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من العوائل الفلسطينية، الأمر الذي يدلل أن حملة "تواصل" نجحت في تحقيق أهدافها وأن حماس تحظى بمكانة كبيرة عند العائلات الفلسطينية.
شعور بالمسؤولية
ورأى أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى د. درداح الشاعر، أن حركة حماس نجحت من خلال الحملة في تعزيز روابط النسيج الاجتماعي الفلسطيني الذي ضعف خلال الأعوام الماضية بسبب الانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويقول الشاعر لصحيفة "فلسطين": إن حملة الزيارات تشعر العائلات الفلسطينية بالرضاء وتنشر في أواسطهم السعادة والمحبة وتجسد مظاهر التكافل الاجتماعي على أرض الواقع وتزيد من المحبة والمودة بين العائلات الفلسطينية.
ويضيف: "تعزز حملة الزيارات من الترابط الاجتماعي، وتزيد الرضاء والمحبة بين العائلات الفلسطينية، وتشعر الأهالي أنهم جزء من الوطن من مشاورتهم في بعض المسائل والاستماع لهم والتخفيف عن معاناتهم".
وأكد أهمية تنظيم حملات لزيارة العائلات الفلسطينية لما لها من دور مهم في نشر المحبة وقيم التسامح بين الناس والتخفيف عن معاناتهم ومواساتهم في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها بفعل الحصار الإسرائيلي.
وحث أستاذ علم النفس، على ضرورة تنفيذ حملات لزيارة العائلات والأسر الفلسطينية على مدار العام وألا تقتصر الزيارات على المواسم والأعياد لما لها من أهمية في تعزيز قيم التسامح وتعزيز روابط النسيج الاجتماعي.