أكد مراقبان أنَّ حملة حركة المقاومة الإسلامية حماس الاجتماعية المنفذة في قطاع غزة، مؤخرًا، تؤسس لمرحلة بناء الثقة وبناء جسور الترابط ما بين المقاومة والمجتمع، في المرحلة القادمة، عوضًا عن تقليصها الفجوة ما بين الجهتين.
ودشنت حركة حماس الثلاثاء الماضي، حملة زيارات اجتماعية كبيرة بعنوان "تواصل" ستزور خلالها قرابة 600 عائلة في كل مناطق قطاع غزة، شارك فيها رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وقائد الحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، وإلى جانبهم أعضاء المكتب السياسي وقيادات الحركة في مناطق القطاع.
ورأى المراقب للشأن السياسي والمحلي في قطاع غزة، إياد الشوربجي، أنَّ الهجمة الشرسة التي يتعرض لها القطاع، مع استمرار الحصار، دافعٌ هام لانطلاق هذه الحملة، والتي ترغب عبرها حماس بتحقيق التكافل والتعاضد مع أبناء مجتمعها، والتأكيد على تقارب القيادة مع الجمهور والحاضنة الشعبية.
وأبدى الشوربجي اعتقاده بأن الحملة الاجتماعية من شأنها أن تقلص فعليا الفجوة مع شرائح المجتمع، وتفتح الآفاق للاستماع لوجهة نظر العامة في ما يشتكون أو يتذمرون من ضيق حال في كافة شؤون الحياة.
وأشار إلى أن من إيجابيات الحملة التواصل المباشر مع الجمهور من قيادة الحركة، وتلمس هموم ومشاكل الناس دون حلقة وسيطة، والتي من الممكن أن ينتج عنها مبادرات وحلول للطروحات والمناقشات التي تجري.
وشدد الشوربجي على أن الحملة تؤسس لمرحلة قادمة من بناء الثقة بين المقاومة والمجتمع، وتقليص الفجوة الموجودة، في المرحلة القادمة، والتي كان للحصار والانقسام وضيق الحال سبب فيها.
وأكدَّ أنَّ الحملة ورغم إيجابياتها المنظورة، إلا أنها تحوي سلبيات مباشرة، ذات علاقة كونها زيارات تجري على عجل، فيما أن المطلوب أن تستمر هذه الزيارات أو يتم فتح قنوات اتصال مباشرة لاحقة ما بين قيادة الحركة والعائلات.
ومع بداية أولى الزيارات، أكد رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار "أن العوائل الفلسطينية هي الذخر الاستراتيجي لمشروع التحرير والعودة، وهي الحاضنة الطبيعية للمقاومة التي أثبتت أنها على قدر المسؤولية"، مضيفا "لولا عوائلنا الكريمة لما تمكنت المقاومة من الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي".
بدوره قال المراقب للشأن السياسي وسام أبو شمالة: إنَّ الحملة ووفقا لمتابعته دشنت في إطار تعزيز حضورها لدى الحاضنة الشعبية التي تمثلها العوائل الفلسطينية، والعمل على الاستماع مباشرة لهذه العوائل.
وأشار أبو شمالة إلى أن حماس تدرك جيدًا أهمية الحاضنة الشعبية، والاستماع لها بشكل مباشر من جهة، وتوضيح سياستها في المرحلة تجاه القضايا الوطنية المختلفة التي تتعلق في المقاومة والحصار ومقارعة الاحتلال وملف الوحدة والانقسام والبيئة التي أحاطت في هذا الملف وأسباب وصوله لطريق شبه مسدود.
وأكد أن الحملة من شأنها فعليا أن تؤسس لمرحلة بناء جسور الثقة ما بين حركة حماس وعوائل المجتمع، مضيفا "لا شك أن الحملة ببدايتها وأن النتائج ستظهر على الأرض بعد الحملة وذلك في ظل التفاعل الكبير مع قيادة الحركة خلال زياراتهم".
ونبه أبو شمالة إلى أن الشعب الفلسطيني لديه وعي كبير، وسيقارن في أعتاب هذه الحملة، كيف تتقرب حماس من حاضنتها الشعبية، وتحاول بكل قوة التلاحم معها، في وقت ينظر إلى مسؤول ورئيس السلطة الأول الذي لم يزر إلا عددا قليلا من المدن في الضفة ولم يلتق بعوائلها، في حينيستقبل بحفاوة الوفود الإسرائيلية والتي كانت زيارة حفيدة اسحاق رابين آخرها في مقر المقاطعة برام الله.
ورأى أن الحملة الاجتماعية لحماس ستعزز من مبدأ المقارنات، وسيكون لها آثار على العائلات، والرأي العام المؤيد لحركة حماس، مشددا على أن حماس تريد عبر الحملة وفقا للمنظور تعزيز مشروعها كمشروع مقاوم وليس تعزيز نفسها كتنظيم.