فلسطين أون لاين

​بغرض إنتاج زيت بمواصفات عالمية

إدخال أصناف جديدة من شتلات الزيتون المقاومة للأمراض والمنتجة لزيت نقي

...
غزة/ صفاء عاشور:

في إطار حل بعض المشاكل التي تواجه شجرة الزيتون في قطاع غزة، توجهت جمعية الإغاثة الزراعية نحو إدخال أصناف جديدة من أشجار الزيتون المقاومة للأمراض، لضمان إنتاج أكبر وزيت أنقى صالح للتصدير إلى الدول العربية والأجنبية بعد ذلك.

منسق المشروع م. محمود أبو عودة بين أن أشجار الزيتون المزروعة في قطاع غزة هي صنف سري، والشملالي، وK18، والصنف الأول السري من أكثر الأصناف زراعة إذ يستحوذ على نصف الأراضي المزروعة بالزيتون في القطاع.

وقال في حديث لـ"فلسطين": "إن أشجار الزيتون من النوع السري تواجه العديد من الأمراض كعين الطاووس والنيماتودا، التي مهما حاول المزارعون القضاء عليها فإنها تعود وتنتشر من جديد، بسبب بيئة القطاع الجوية التي تشجع على وجودها".

وأضاف أبو عودة: "لذلك توجهنا من أجل إيجاد بعض الحلول لهذه المشكلة بإدخال أصناف جديدة من أشجار الزيتون، مقاومة لهذه الأمراض، وستضمن إنتاجًا أكبر من الزيتون وزيتًا نقيًّا مطابقًا للمواصفات العالمية".

وبين أن الإغاثة الزراعية حاولت تغيير نمط الزراعة بطريقة الأشتال بسبب عدم الرقابة وعدم وجود نظام تتبعه، لافتاً إلى أنه جارٍ العمل على إدخال تكنولوجيا جديدة لأول مرة، بإدخال أصناف جديدة من الزيتون تتميز بزيت تصنيفه عالمي، يحتوي على مواد وعناصر غير موجودة في أصناف الزيت المحلية.

وأشار أبو عودة إلى أن الإغاثة الزراعية أدخلت هذه الأصناف، وبدأت العمل بتكنولوجيا جديدة هي عبارة عن أمهات الأشتال، وهي عبارة عن بيت ودفيئة محمية متوافر فيها كل مقومات الإنتاج والعزل عن البيئة الخارجية وعن أمراض التربة.

وأكمل: "تجلب الأشتال الصغيرة ثم تزرع بحيث تكون في بيئة معزولة عن التربة، وتؤخذ منها العقل بعد ذلك لتشكل داخل أحواض تكون ببيت الأمهات نفسه"، منبهاً إلى أن بيت الأمهات يكون معقمًا ومعزولًا عن المشتل والبيئة الخارجية، ويهيئ بيئة مثلى للشتلة حتى تعطي إنتاجًا جيدًا وتكون معزولة عن الحشرات الناقلة للأمراض، وتكون معزولة عن الزراعة الخارجية.

وأكد أبو عودة أن كل هذه المقومات ستساعد على إنتاج شتلات نقية لديها شهادة منشأ يعرف تفاصيلها كافة من أين أتت ومتى أخذها المزارع، وستراقب مراقبة كاملة الشجرة بعد عمليات الزراعة والظروف المناسبة لزراعتها، وهذا ما لم يكن في المشاتل سابقاً.

وذكر أن الإغاثة الزراعية نجحت في إيجاد أصناف جديدة لأول مرة في قطاع غزة، وفي خلق نظام شهادة المنشأ، وهو نظام معمول به دوليّاً، إذ تعمل الإغاثة على النظام والتتبع نفسيهما.

وأفاد أبو عودة أن هذا النظام اختراق جديد في عالم المشاتل؛ فمعرفة المزارع بنوع الشتلة من شأنها أن تخفف من المشاكل التي يمكن أن يواجهها بعد ذلك.

وقال: "إن هذا المشروع لا يزال في مراحله الأولى: تأسيس المشتل وإحضار الشتلات التي لا تزال في مرحلة النمو، ومن المتوقع أن يبدأ أخذ العقل منها وتجهيزها للزراعة مع بداية شهر سبتمبر القادم".

وأكمل أبو عودة: "الأصناف الجديدة ستكون مقاومة للأمراض التي تهدد أشجار الزيتون كعين الطاووس، وهو مرض فطري لا يمكن السيطرة عليه بسبب الظروف الجوية في منطقة البحر المتوسط، التي تتسبب بنسبة رطوبة عالية تعمل على زيادة هذا المرض".

وأضاف: "أيضًا أراضينا الزراعية في القطاع موبوءة بالنيماتودا التي تأثيرها كبير على الشتلة وتتسبب بشللها، وتؤثر على نموها الخضري وتنعكس سلباً على النمو الإجمالي والإنتاج بعد ذلك"، مشدداً على أن هذه المشاكل دفعتهم لإيجاد حلول نهائية بعيداً عن استخدام المبيدات الحشرية.

وأفاد أبو عودة أن الإغاثة بذلت العديد من الجهود من أجل استبدال أصناف جديدة منتجة من أشجار الزيتون بالزراعات القديمة، مشيراً إلى أن لديهم هدفًا أنه في عام 2022م يصدر الزيت من قطاع غزة إلى الضفة الغربية والدول العربية والأجنبية.

وأكد أن هذا الزيت سيكون مطابقًا للمواصفات العالمية في حال استمر العمل بزراعة الأصناف الجديدة من أشجار الزيتون، لافتاً إلى أن هذه الأصناف الجديدة ستحدث إضافة نوعية وقيمة مضافة للزيت المنتج ليكون مطابقًا للمواصفات وصالحًا للتصدير.