قائمة الموقع

أمهات يتحايلن على أوضاعهن المالية لتوفير كسوة العيد لأبنائهن

2019-08-09T08:57:29+03:00
يعاني الغزيون أوضاعا صعبة بسبب الحصار والاحتلال

فرحة الأطفال بالعيد تعني ملابس جديدة وعيدية، حتى لو كانت لا تتعدى بضعة شواكل، فهم ينتظرون هذه الفرحة طوال أيام السنة، ولكن هذه الفرحة تخفت حينما تصطدم بواقع أسرهم المادي، نظرًا لاستمرار تردي الأوضاع الاقتصادية للمواطنين، والخصومات المستمرة من الرواتب، وشح فرص العمل، فتضطر الأسر إلى التكيف مع هذه الظروف بإيجاد حلول تتحايل بها على أطفالها تعويضًا لنقص المال.

تمسك عفاف أبو شاويش قميصًا زهري اللون منقوشًا بأزهار، من على بسطة في شارع عمر المختار، وسط مدينة غزة، تسأل البائع عن ثمنه فيجيبها بأنه بعشرة شواكل، لتطلق: "أف" مستهجنة غلو ثمنه، معقبة: "أريد قميصين بـ15 شيكلًا"، فيبيعها على مضض: "يلا بدي أستفتح منك".

أبو شاويش (40 عامًا) كانت لا تفضل شراء ملابس العيد لأطفالها إلا من المحلات، ولم تعرف سبيلًا إلى البسطات إلا منذ ثلاثة أعوام، بعد تقليص راتب زوجها الذي يعمل موظفًا في السلطة الفلسطينية إلى نحو 60 من المئة.

تقول أبو شاويش لـ"فلسطين": "في مناسبة عيد الفطر دخلت في "جمعية" مع أقاربي، وبها اشتريت كسوة لأطفالي الخمسة، ولكن في عيد الأضحى سأضرب عصفورين بحجر: سأشتري بناطيل الجينز مع قمصان تحمل لون الزي المدرسي، وأحذية تناسب المدرسة، وبذلك أكون قد جلبت كسوة المدرسة والعيد معًا".

أما يسرى ياسين (30 عامًا) فحصرت ميزانيتها، وأعدت قائمة بالملابس التي ستشتريها لأطفالها في عيد الفطر، فكانت عبارة عن بناطيل جينز وقمصان بسعر زهيد وأحذية رياضية، ارتدوها في عيد الفطر وسيعاودون لبسها في عيد الأضحى، ويستفيدون منها في المدرسة التي ستعقب العيد بعشرة أيام تقريبًا.

وتحايلت رائدة النمنم على أطفالها الصغار بملابس إخوتهم التي ضاقت عليهم، فغسلتها وكوتها لتظهر كأنها جديدة، لتوفر المال لشراء الكسوة لابنيها في المرحلة الإعدادية، لأنهما في هذه السن تزيد متطلباتهما، ويقارنان نفسيهما بأصدقائهما، ويخجلان أن يظهرا بمظهر أقل منهم.

تقول النمنم (45 عامًا): "الأوضاع المادية تزداد سوءًا، ومع ذلك لا أستطيع كسر الفرحة في نفوس أبنائي، فهم ينتظرون العيد للبس ملابس جديدة، فأقتصر على شراء الملابس الجديدة في العيدين فقط، ولا كسوة غيرها طوال العام".

وعادة تعلن محلات تخفيضات على أسعار الملابس لديها، بعد انتهاء موسم العيد، فتنتظر أسماء عاشور موعد التخفيضات لشراء كسوة لعيد الأضحى أو المدارس، إذ تتدنى الأسعار إلى نحو النصف.

وتشير عاشور (33 عامًا) إلى أنها بدأت تطبيق هذه الفكرة منذ عامين، وبها لم تعد تحرم أبناءها لبس الجديد، أو تحميل ميزانية الأسرة فوق طاقتها، وكذلك تفعل بعد انتهاء موسمي الشتاء والصيف.

اخبار ذات صلة