قائمة الموقع

حماس: انتخابات الحركة الداخلية لم تنتهِ بعد

2017-02-21T06:34:30+02:00
د. صلاح البردويل خلال حديثه لمراسل "فلسطين" - تصوير / ياسر فتحي

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" د. صلاح البردويل، عدم انتهاء حركته من تنظيم انتخاباتها الداخلية، والتي تجرِي وفقًا للوائحها الداخلية كل أربع سنوات متتالية.

وقال البردويل في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين": إن الانتخابات الخاصة بالحركة جرت في قطاع غزة، وأجزاء من الضفة الغربية ودول الخارج، مشيرًا إلى أن حركة "حماس" لا تعلن عن نتائج انتخاباتها النهائية بشكل رسمي إلا بعد إتمام العملية نهائيا في المناطق الثلاث، وإتمامها باختيار رئيس للحركة.

وأشار البردويل إلى أن عدم حديث حركته كثيرا عن نتائج انتخاباتها في قطاع غزة، أمر يرجع لإمكانية حدوث تغيرات على هذه الانتخابات كتحول الأعضاء الفائزين في انتخابات المكتب السياسي لعضوية القيادة السياسية العليا العامة، أو حتى وصول أي من الفائرين إلى رئاسة الحركة كلها.

ولفت إلى أنه وحتى من أشارت إليه وسائل الإعلام بفوزه برئاسة المكتب السياسي بغزة ونائبه، قد يتغير وضعهم خلال النتائج النهائية، مضيفًا "عملية الانتخابات ما زالت مستمرة، ولا نستطيع تحديد وقت محدد لإتمامها لظروف مختلفة".

خالد مشعل

وأرجع الاهتمام الواسع بانتخابات الحركة الداخلية والسرعة في نشر أسماء من ترشحوا أو فازوا في هذه الانتخابات إلى تضاعف أعضاء وعناصر الحركة، والتفاعل الحادث على منصات شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت.

ونوه البردويل إلى أن المكتب السياسي لحركة "حماس" سيظهر تشكيله في نهاية مطاف العملية الانتخابية العامة للمناطق المختلفة، ويتكون من خلاصة الشخصيات المنتخبة، لافتا إلى أن المكتب السياسي عبارة عن خلية من المؤسسات التي تتعامل مع ملفات على المستوى المحلي أو العربي أو الدولي.

وأوضح أن رئيس المكتب السياسي الحالي خالد مشعل، لن يكون على سدة رئاسة المكتب، وذلك التزاما بنص اللوائح الداخلية للحركة التي تحظر تولي أي شخصية كانت رئاسة المكتب دورة ثالثة بعد دورتين كان رئيسهما.

وذكر البردويل أن كل ما دون رئاسة المكتب السياسي متاح أمام "مشعل"، إلى جانب أن ترشحه للدورة القادمة بعد أربع سنوات أمر تتيحها لوائح الحركة، مضيفا "مشعل هو الذي يصنع الموقع بما يكتسب من كاريزما وخبرة وإن كان في أي موقع".

وفي سياق متصل شدد البردويل على أن حركته "حركة مؤسسات"، وأن محاولة إعلام دولة الاحتلال لإصباغها بشخص معين في رئاسة المكتب السياسي بغزة كيحيى السنوار، "لن تنطلي على أحد"، لافتا إلى أن "السنوار" كان عضوًا سابقًا للمكتب السياسي، وأنه جزء من مؤسسة تصنع القرار بجموعها ولا يستطيع لوحده أن يفعل ذلك.

وقال: إن إعلام الاحتلال اليميني أوقع الرعب في مجتمعه باعتراف منه دون دراية بما يخص فوز السنوار، فيما حاول إعلام آخر مسك العصا من منتصفها والتهوين من قدر فوز السنوار بالحديث عن عدم امتلاك قرار حماس لشخص ما.

طريقة مختزلة

وفي ملف منفصل، يتعلق في ملف الانتخابات المحلية التي تعكف السلطة الفلسطينية على عقدها، أكد البردويل أن "حماس" مع العملية الانتخابية في كل موقع، وأنها تشدد على أن الانتخابات هي الحل الوحيد الذي من الممكن أن ينظم شؤون الفلسطينيين الداخلية ويحل من المشاكل المختلفة.

وأكد أن رفض الحركة لإجراء الانتخابات يتعلق بالطريقة المختزلة التي أرادها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لها، وليس على الانتخابات بذاتها، مؤكدا أن حركته لديها ثقة تامة بأن الشعب الفلسطيني يختار الأنسب والأصلح دوما.

وأشار إلى أن "عباس" أحدث تغيرات جوهرية على القانون الفلسطيني بما يتعلق في شأن الانتخابات، انتفى عبرها صلاحية محاكم البداية التابعة للمدن للبث في الطعون المقدمة، وأقحم المحكمة العليا في قضايا ليست ذات شأن في اختصاصها ليخرج "حماس" بصورة أو أخرى من الانتخابات وحلبة الشراكة.

وشدد البردويل على أنه لا ضمان لرئيس السلطة "عباس" بأن يقوم بتعطيل إجراء الانتخابات مرة أخرى، كما جرى في غضون الإعلان عن تنظيم الانتخابات المحلية العام الماضي، بعد تأكيد استطلاعات الرأي خسارة فتح.

وأكد أن "فتح" ترى في نفسها أن الوطن كله ملك لها، وقد عملت منذ بدايات عملها على الهيمنة التامة على منظمة التحرير ومقدرات الشعب الفلسطيني وقراره السياسي، وأنه لا بد وأن لا يعارضها أو يشاركها أحد من فصائل الشعب الفلسطيني وقواه.

وذكر البردويل أن حركته اتفقت مع فتح على جملة من الملفات والتي من بينها عقد الانتخابات، كملف تفعيل منظمة التحرير، والمجلس التشريعي، والمجلس الوطني، وتشكيل حكومة توافقية تدعو للانتخابات العامة، مضيفا بالقول: "هذه الاتفاقات كلها عند تطبيقها وجدنا حركة فتح تهرب تمامًا".

وبين أن حركته جعلت من المصالحة هدفا استراتيجيا لها، وعملت بكل ما تملك لتحقيقه غير أنها وصلت لحائط مسدود من قبل عباس وحكومته، والتي تذرعت بكثير من الذرائع أن "حماس" تعرقل عملها في قطاع غزة لتنفذ اتفاقات المصالحة.

وأبدى البردويل استعداد حركته لتسليم أي لجنة وطنية يتم تشكيلها كافة زمام أمور إدارة قطاع غزة، لتسليمها لحكومة الحمد الله، وصولًا لتشكيل حكومة وطنية، غير أنه قال إن "فتح" حتى بهذه الرؤيا لن تقبل لرغبتها في عدم التوافق والشراكة ورفع الحصار عن قطاع غزة.

الواقع يؤكد

وكشف القيادي البردويل عن معلومات وصلت لحركته تفيد بأن "عباس" قال إنه لن يسمح بأن تشاركه "حماس" بأعضاء لها في منظمة التحرير، وأنه قال حرفيًا "أنا لست بمجنون لأن أخفف عن قطاع غزة".

وأكد أنه وحتى وإن شكك أي أحد بهذه المعلومات، فإن الواقع العملي سوف يؤكدها بقوة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن تصريحات لقادة فتح تؤكد صراحة رغبتهم بأن يبقى قطاع غزة تحت الضغط رفضًا لشراكة حماس.

وأردف: "هذا التفكير لعواجيز فتح الذين يحكمون في المقاطعة لن يوصل الشعب الفلسطيني إلى بر الأمان، ولن يحقق المصالحة وينهي الانقسام"، داعيًا لـ"انتفاضة" داخل فتح يخرج عبرها قيادة جديدة تؤمن بالشراكة الوطنية وتنزع مشروع التنازل والتفريط من عباءتها.

وبشأن آخر، أكد البردويل أن القاهرة وخلال زيارة وفد حركة حماس القيادي لها، أكدت استعدادها لاستئناف دورها في تفعيل ملف المصالحة، مشيرا إلى أن "العلاقة السلبية" ما بين رئيس السلطة "عباس" والقاهرة تقف حجر عثرة أمام هذا الجهد.

وبين أن عباس لم يستجب لكثير من مطالب القاهرة كصعيد استلام حرس الرئاسة لمعبر رفح للإشراف عليه، أو حتى تحقيق المصالحة الفتحاوية-الفتحاوية، أو المصالحة ما بين فتح وحركة حماس.

وشدد البردويل على أن مصر باعتبارها الدولة الملاصقة جغرافيا وتاريخيا للقضية والشعب الفلسطيني، لابد وأن يكون لها دور مركزي في ملف المصالحة الوطنية، وأنه وبدون مصر يصعب تحقيق ذلك.

وعبر عن أمله في استجابة عباس للجهد المصري، وأن يقف عند مسؤولياته، والاكتفاء بمرحلة الاعتداد بالنفس على أنه وحيد عصره في الفهم السياسي، منبها إلى أن المصالحة الوطنية محط أمل الشعب الفلسطيني كله وأن معرقلها الأساسي هو "عباس".

لا توطين

وفي ملف منفصل، نفى البردويل موافقة حركته على أي مشروع توطين الفلسطينيين، والقبول بدولة فلسطينية في غزة، مع توسعتها من أرض سيناء المصرية، مضيفا بالقول: "حماس موقفها واضح وصريح يأتي على لسان ناطقيها ومسؤوليها ونتحدى أن يأتي أحد بكلمة تشير إلى موافقة الحركة على دولة في غزة وتوسيعها في سيناء".

وأكد أن حماس لن تستبدل فلسطين التاريخية بسيناء وأن من يظن ذلك هو مخطئ تماما، منبها بقوله "أرض مصر حرام على فلسطين من ناحية سياسية، وأرض فلسطين حرام على العدو الصهيوني، فلسطين لنا ومصر للمصريين، هكذا قناعاتنا السياسية".

وبشأن علاقة حركة حماس بالقاهرة، قال القيادي البردويل: إن أهم ما يميزها في المرحلة القائمة والقادمة هو "فك الاشتباك الظني حول شبهات لم تكون موجودة"، لافتا إلى أن لقاءات قيادة حركته بالقيادة المصرية جرى عبرها تحقيق تقدم في هذا الإطار، وتأكيدات "عملية وقولية" بأن "حماس" لم ولن تكون جزءا من المشكلة الأمنية داخل سيناء.

وأضاف أن حماس أبدت كامل استعدادها للتعاون مع القاهرة، عن طريق ضبط الحدود، وعدم السماح بدخول أو خروج أي عناصر تسبب أي مشاكل لمصر، مردفا "هذا الكلام ترجم عمليًا بخطوات على الأرض".

ولفت البردويل إلى أن حركته طالبت القاهرة خلال لقاءاتها بضرورة وقف الإشاعات والتحريض الذي تمارسه وسائل الاعلام المصرية، والعمل على ضرورة التخفيف من وطأة الحصار المفروض عبر الفتح المستمر لمعبر رفح، وإقامة علاقات تجارية واسعة مع القطاع من فوق الأرض وليس من تحتها.

اخبار ذات صلة