"بكفي ترهيب وترويع للأطفال، بكفي ازهقنا"، بتلك الكلمات عبر نافذ شوامرة، المدرس والأسير المحرر عن حزنه وغضبه من استمرار ملاحقة أجهزة أمن السلطة له وما يتبعها من استدعاء واعتقال من الاحتلال الإسرائيلي.
شوامرة الذي اعتقلته أجهزة أمن السلطة 8 مرات متتالية، أضرب في إحداها عن الطعام، وفشلت في اعتقاله للمرة التاسعة، بعد محاصرة بيته في وضح النهار و دب "الرعب" في نفوس أهل بيته وأطفاله، شدد لـصحيفة "فلسطين" على أنه لن يسلم نفسه للسلطة الفلسطينية.
وقال: "أجهزة أمن السلطة أغلقت محيط بيتي بتسع جيبات عسكرية، وعناصر أمنية ملثمة، في وضح النهار بعد صلاة الظهر، إلا أن إصرار زوجتي على منعهم، حال دون اقتحامهم البيت، بعدما دبوا الرعب في قلوب أطفالي".
وعبر عن غضبه من استمرار ملاحقته من أمن السلطة وقوات الاحتلال معًا، قائلًا: "المسألة زادت عن حدها كتير، ملاحقين ومعتقلين عند السلطة واليهود مرات عديدة" (...) لن أسلم نفسي".
وأردف بالقول: "رفضت تسليم نفسي، وهيني موجود في البيت، لأنه بالعربي زهقنا، 8 اعتقالات الأسئلة هي هي، وما في شيء نحكي عنه"، لافتاً إلى أن ما يتعرض له هو اعتقال وملاحقة سياسية.
ويشتكي المدرس من تعرضه لإهانات وتنكيل وضرب من أجهزة أمن السلطة، واعتقال أمام الطلاب أثناء مغادرته لمدرسته في مدينة دورا الخليل.
ولفت إلى أنه قبل عدة أيام وصله طلب استدعاء من أجهزة أمن السلطة، ورفض الحضور، ليقتحم جنود الاحتلال بعد يومين بيته ويستدعونه للمقابلة، "وكانت الأسئلة نفس ما تسألني إياه أمن السلطة".
ونهاية العام الماضي، بدأ شوامرة إضرابًا مفتوحًا عن الطعام منذ لحظة اعتقاله خلال مشاركته في مسيرة لحركة حماس في الخليل، بمناسبة ذكرى الانطلاقة.
وقضى المدرس ثلاث سنوات ونصف السنة أسيرًا في سجون الاحتلال على فترات عدة، مطالباً المؤسسات الحقوقية بالتحرك الجاد لوقف هذه السياسة.
وتساءل: "الاحتلال خايف على أمنه واستقراره أما أجهزة السلطة على شو خايفة?!"، داعياً إلى وقف الاعتقالات السياسية التعسفية وتجريمها وإلى الأبد.
ووجه رسالته إلى أبناء الأجهزة الأمنية بالقول: "ألسنا وإياكم تحت الاحتلال؟ ألم نكن نحن وكثير منكم رفقاء القيد يومًا؟ ما الذي تغير بين الأمس واليوم؟ هل زال الاحتلال عن أرضنا؟".
وأضاف: "هل نستطيع أنا وأنت وغيرنا من أبناء الوطن الانتقال من مدينة إلى أخرى إلا عبر حواجز الاحتلال؟، هل يستطيع أحدنا أن يسافر إلا بإذن عن طريق الاحتلال؟، ما الدافع للاعتقال ونحن تحت وطأة هذا المحتل الغاشم؟".
وتابع: "لو أنكم تستطيعون أن تمنعوا عنا اعتقال الاحتلال لكان في الأمر نظر، أما والحال كما هو فلمصلحة من نعتقل ونسجن؟، هذا ما يدعونا إلى الشجب والاستنكار بل والتقزز والاشمئزاز من الاعتقال السياسي".
وختم حديثه: "لا للاعتقالات السياسية، الاعتقال السياسي جريمة دينية ووطنية وأخلاقية".