ألغى مجلس حي تاور هالميتس التابع لبلديّة لندن، نشاطاً لدعم الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة المُحاصر، والذي جاء بتنظيم مؤسسة "بيغ رايد فور فلسطين" الخيريّة الداعمة للقضيّة الفلسطينية والرافضة لانتهاكات الاحتلال.
وجاء قرار إلغاء الفعاليّة بحجّة أنّ انتقادات المؤسسة المُنفذة، للاحتلال، قد "تنتهك معايير مُعاداة السامية" الخاصة بـ "التحالف الدولي لذكرى المحرقة IHRA" المُنحاز للصهيونيّة، فيما لم يُطلع المسؤولون في المجلس، المؤسسة على السبب بشكلٍ مباشر، واكتفوا بإخبار المُنظمين أنّ نشاطهم يشمل "دلالات سياسية" لا يُمكن أن تمضي دون إثارة مشاكل.
من جانبها، طالبت المؤسسة السلطات باستخدام قانون كشف المعلومات حول منع نشاطها، لتكشف عن المُراسلات التي أجريت عبر البريد الإلكتروني بين المسؤولين للبت بشأن النشاط.
وتُوضح الرسائل أنّ مُوظفي المجلس حذّروا من "مخاطر حقيقيّة"، حسب وصفهم، من أنّ الحدث ومُنظميه قد ينتهكون تعريف "التحالف الدولي لذكرى المحرقة" لـ"معاداة السامية"، بسبب انتقادات المؤسسة للاحتلال، والتي أدرجتها على موقعها الإلكتروني، خصوصاً باستخدام مُصطلحي "الأبرتهايد" لوصف سياسة الفصل العنصري لدى الاحتلال، والتطهير العرقي لوصف الجريمة التي ارتكبتها العصابات الصهيونيّة في نكبة الشعب الفلسطيني.
فيما شدّد أحد المسؤولين في الرسائل الإلكترونيّة التي كُشفت للجمهور، على أنه يجب "تجنّب قضيّة مُعاداة السامية" عند إخبار مُنظمي النشاط، برفض المجلس لفعالياتهم.
كما ذكر مسؤولون أنهم أيضًا لا يريدون أن يُفجّروا جدلاً كما فعل حزب العمال البريطاني العام الماضي، بسبب انتقاداته "الشديدة" للاحتلال، خصوصاً أنهم تبنوا تعريف IHRA الذي اتهم الحزب بـ"معاداة السامية" بحسب تعريفه المنحاز للصهيونية.
وقال متحدث باسم المؤسسة، لصحيفة الغارديان البريطانية، التي وثقت تفاصيل الواقعة، إنّ عملهم يرتكز على محاولة مساعدة أكثر من (300) ألف طفل فلسطيني يعيشون تحت الحصار في غزّة، ويعانون من ضائقة نفسية حادة، مُستنكراً قرار المجلس في منع زيادة الوعي حول فلسطين وحاجة الفلسطينيين للدعم الإنساني.