خلال شهر واحد حقق اللاجئون الفلسطينيون في لبنان إنجازين متميزين جدا.. يمكن تسجيلهما في سجل ذهبي بسبب ما أحدثاه من علامة فارقة.
الإنجاز الأول: هو التحركات الشعبية التي انطلقت في جميع المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان وداخل المدن اللبنانية ردًّا على القرارات الظالمة لوزير العمل في لبنان بمنع اللاجئين الفلسطينيين من العمل.
هذه التحركات كانت قرارا فلسطينيا ذاتيا.. حكيما وواعيا..
نزل جميع الفلسطينيين إلى الشوارع والساحات متمسكين بحقهم الطبيعي في العمل.
عبروا بوعي وبأسلوب مدني وحضاري عن مطلبهم إلغاء القرار..
ولم تحدث طوال عشرين يوما من التحركات أي إساءة أو خلل أو عنف.. ولم يصدر أي تصريح أو موقف خاطئ من أي طرف..
بل على العكس.. أبدع الفلسطينيون في المواقف السياسية والإعلامية والقانونية التي تعزز وجهة نظرهم.
الإنجاز الثاني: هو التوافق الفلسطيني الشامل والحاسم في التخلص من ظاهرة بلال العرقوب في مخيم عين الحلوة.
بعدما ارتكب الكثير من الجرائم وعمليات القتل البشعة كان آخرها ما شاهده العالم أجمع من قتل الشاب البريء حسين علاء الدين عليه رحمة الله.
كنا أمام إجماع وطني سياسي شعبي فلسطيني شامل ..فصائل ومؤسسات وفعاليات وكل إنسان فلسطيني إلى جانب قرار اعتقال وتسليم بلال العرقوب للدولة اللبنانية.
لكنه تمنع وانتهى إلى ما انتهى إليه.
إن قرار إنهاء ظاهرة العرقوب قرار حكيم ومسئول وحاسم جاء في الوقت المناسب..
ولقي قرار إنهاء ظاهرة العرقوب دعما وتأييدا فلسطينيا كاسحا..
وبعد إنهاء الظاهرة عمت الفرحة المخيمات..
وهذا يدل على وعي شعبنا وتمسكه بالأمن والاستقرار، ورفضه للعنف ودعمه لأي قرار مشترك وحاسم لحماية الوجود الفلسطيني، وإلغاء ظاهرة العنف.
هذان الإنجازان يدفعاننا للتشديد على ضرورة استمرار التحركات الشعبية حتى تحقيق مطلب إلغاء إجازة العمل، والضرب بيد من حديد على كل من يعبث بأمن اللاجئين الفلسطينيين وأمن الجوار اللبناني.
تحية للاجئين الفلسطينيين في لبنان وإلى مزيد من الإصرار والوعي والمسؤولية والقوة.