فلسطين أون لاين

​الهبات الشعبية.. خيار المقدسيين لحماية القدس والأقصى

...
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

سرعان ما يثور المقدسيون حال أقدم الاحتلال الإسرائيلي على ممارسة انتهاكاته بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك، فهم خط الدفاع الأول.

وقد نجحت الهبات الشعبية التي قادها المقدسيون للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، ودفعت الاحتلال للتراجع عن مخططاته العنصرية الهادفة لتذويب المجتمع المقدسي وإنهاء هويته، وتفريغ المسجد المبارك من المصلين، في مقدمة لتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا.

ويحاول الاحتلال بين الفينة والأخرى فرض سياسة الأمر الواقع على المدينة المقدسة، وتنفيذ مخططاته العنصرية، وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.

ويقول رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث ناجح بكيرات: "إن صمود المقدسيين وثباتهم أفشلا مخططات الاحتلال في القدس"، مشيرًا إلى أن صمود الشعب الفلسطيني -خاصة المقدسيين- كفيل بدفع الاحتلال للتراجع عن مخططاته العنصرية.

واستدل بكيرات في حديث لصحيفة "فلسطين" على ذلك بالهبات الشعبية التي نجحت طوال الأعوام الماضية في إجبار الاحتلال على وقف مخططاته بالقدس والأقصى، كفشله في تذويب المجتمع المقدسي وإنهاء هويته الفلسطينية، وتفريغ المسجد الأقصى من المصلين وتقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا، وإفشال مخطط إغلاق باب الرحمة وتهجير المقدسيين من بيوتهم وهدمها، ودفعه لإزالة البوابات الإلكترونية.

ويؤكد أن سر ثبات المقدسيين ودفاعهم عن القدس والأقصى هو ارتباطهم الديني بهما، والتوحد للدفاع عنهما، وتجربتهم الطويلة مع الاحتلال وجرائمه، وعدم الذوبان في الوضع القائم الذي صنعه المحتل، ومن مظاهره السيطرة على الفعل المقاوم، وإفقاد الناس الإحساس بالقضية، وإغراقهم بهموم تحقيق لقمة العيش.

ولفت إلى أن الاحتلال يحاول جاهدًا إنهاء الوجود الفلسطيني في القدس بإجراءاته العنصرية، كفرض الغرامات المالية وسحب الهويات وإبعاد المقدسيين، واعتقالهم وهدم منازلهم وإغلاق محلاتهم، لكنه يفشل في كل مرة بفضل وعي وحنكة المقدسيين، والهبات الجماهيرية والشعبية.

خط الدفاع الأول

بدوره يقول المختص بشؤون القدس والمسجد الأقصى جمال عمرو: "إن المقدسيين هم خط الدفاع الأول عن القدس والمسجد الأقصى".

ويضيف عمرو لـ"فلسطين": "إن الفلسطينيين وجدوا أنهم وحدهم في الميدان ومؤتمنون على القدس والأقصى الذي يمثل عقيدة جميع مسلمي العالم، ما دفعهم للعمل على إفشال كل مخططات الاحتلال في المنطقة بهبات شعبية وجماهيرية، ومقاومة المحتل بكل السبل المتاحة".

وحذر من عواقب الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للمسجد الأقصى، وطرد المرابطين وطلبة العلم من داخله، ما ينذر بهبات جماهيرية جديدة ردًّا على جرائم الاحتلال، مشيرًا إلى أن المقدسيين قدموا الكثير من المبادرات والمشاريع التي ترسخ وجودهم في القدس، وتحافظ على بقائهم على أرضهم.

وبين أن المقدسيين أفشلوا مخططات الاحتلال لإخراجهم من القدس، كهدم منازلهم وفرض الغرامات المالية الباهظة عليهم وسحب هوياتهم، ومحاولة تدمير معنوياتهم، وفرض سياسة الأمر الواقع عليهم، كما نجحوا في إزالة البوابات الإلكترونية في تموز (يوليو) 2017م، وفتح باب الرحمة والأسباط، وهبة النفق عام 1993م.

وشدد على أن طاقة المقدسيين المتجددة في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى بحاجة إلى وقفة جدية من الشعوب والحكومات العربية والإسلامية، لإنصافهم ودعم صمودهم والوقوف إلى جانبهم في إفشال المخططات الإسرائيلية والتصدي لها.

ويواصل الاحتلال اعتداءاته على مدينة القدس والمسجد المبارك، في إطار استمرار مرحلة تهويد المدينة، وإقامة مزيد من البؤر الاستيطانية، أمام سكوت عربي ودولي مطبق عن جرائمه بحق الفلسطينيين.