قالت عضوة كنيست إسرائيلية آياليت نحمياس-رابين إن "المجتمع الإسرائيلي ما زال يدفع ثمن الصدمة النفسية التي أعقبت توقيع صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس مقابل إطلاق سراح الجندي غلعاد شاليط في 2011، وبعد مرور خمس سنوات على انتهاء حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014، ما زال الحزن يسيطر على عائلات الجنود الإسرائيليين الأسرى: هدار غولدن وشاؤول وأبراهام منغستو وهشام السيد".
وأضافت رابين في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت، أنه "في الوقت ذاته هناك خشية في المجتمع الإسرائيلي من إطلاق سراح أسرى من حماس، وفي الوقت الذي تشهد فيه الحلبة الإسرائيلية العديد من الهزات السياسية، تصدر بين حين وآخر أصوات أمهات الجنود الإسرائيليين الأسرى، مما يظهر أن انتهاء الحرب بالنسبة لنا يعني بداية حرب جديدة بالنسبة لهم".
وأكدت عضو الكنيست السابقة عن حزب المعسكر الصهيوني، أنه "من الواضح أن الحكومة والمجتمع والإسرائيليين جميعا ما زالوا يعانون من صدمة صفقة شاليط، وتقف هذه الصفقة عقبة كأداء أمام استعادة الجنود أو جثامينهم، أو على الأقل الحصول على معلومات عن مصيرهم".
وأشارت إلى أنه "في بداية تموز/يوليو 2016 توقعنا أن تستغل إسرائيل اتفاق المصالحة مع تركيا للحصول على معلومات حول مصير الجنود الأسرى لدى حماس، وفي الكنيست تم مناقشة بعض مبادئ إبرام صفقة التبادل، لكن اتضح لاحقا أنه بعد خمس سنوات ما زالت صدمة شاليط تسيطر على النقاش السياسي والاجتماعي في إسرائيل، وتحول دون الذهاب إلى إبرام صفقة تبادل جديدة لإعادة الأسرى الإسرائيليين، أو استعادة جثامينهم".
وأوضحت أن "عائلات الأسرى الإسرائيليين لا يطالبون بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين أحياء، لكنها تجد صعوبة في تفهم تقديم تسهيلات إنسانية لسكان غزة، فيما يعاني أهالي الأسرى الإسرائيليين من عدم توفر معلومات إنسانية عن أبنائهم المحتجزين في غزة".
وكشفت النقاب أنها "خلال السنوات الماضية تعرفت على العديد من منسقي ملفات الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، وهم شخصيات ذوو قدرات خاصة، وقريبون جدا من أذن رئيس الحكومة، لكن هناك سؤال استفهامي حول سوء العلاقة وفقدان الثقة القائم اليوم، بين منسق الأسرى الإسرائيليين يارون بلوم وعائلات الأسرى، وهي حالة نادرة الحصول في ملفات صفقات التبادل السابقة".
وأكدت: "أسأل نفسي عن عدم وجود كيمياء في العلاقة الشخصية بين الجانبين، لكن كل العوامل متداخلة بعضها في بعض، لأن الكنيست الإسرائيلي لا يبذل بما فيه الكفاية لحل مشكلة الأسرى، ومناقشة قضيتهم، والتعرف على مصيرهم، ولا يجعل موضوعهم على الطاولة طوال الوقت، والغريب أن الحقائب المالية القطرية تنتقل إلى غزة دون طلب إسرائيلي حثيث من حماس لمعرفة أوضاع الجنود الأسرى".
وأشارت إلى أنه "حين يتحدث ممثلو الحكومة الإسرائيلية مع الوسطاء للتوصل إلى تسويات أمنية وتهدئة مع حماس، فلا تكون أسماء الأسرى الإسرائيليين تتردد في الآفاق والغرف المغلقة، هنا تنشأ أزمة الثقة بين المستوى السياسي وعائلات الأسرى".
وتابعت "زهافا غولدن والدة هدار تشغل الإسرائيليين، لكن عدم حل موضوع استعادة ابنها وباقي الأسرى يعطي إشارة على أن صدمة شاليط ما زالت تسيطر على دولة بأكملها، صدمة واحدة كبيرة، لكنها لا تنجح في تغيير التزامات الإسرائيليين تجاه الجنود الأسرى".