لم يكن بوسع الحاج منسي نصار سوى الإمساك بعكازه والتوجه كعادته الأسبوعية إلى شرق مدينة غزة؛ للمشاركة في فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار، بأسبوعها الـ69 توالياً، والتضامن مع أهالي حي "واد الحمص" في القدس المحتلة.
قرب السياج الفاصل الذي أحب أن يطلق عليه صاحب العكاز الأسمر اسم "الحدود الوهمية"، وقف يتذكر ماضي أجداده عندما كانوا يدافعون عن فلسطين المحتلة قبل 72 عاماً، وهو يؤكد أن القدس هي القبلة الأولى للمقاومة والدفاع عن الأرض الفلسطينية.
والحاج نصار أحد آلاف المشاركين في جمعة "مجزرة واد الحمص" الرافضين لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بهدم نحو 100 شقة للمقدسيين، والمنددين بالمواقف العربية الرسمية الداعمة للاحتلال وحملاته التهويدية في القدس.
ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بمجزرة الهدم الإسرائيلية، وتطالب بـ"دعم المقدسيين وتعزيز صمودهم، في ظل استمرار الاحتلال بتطبيق "صفقة القرن" الأمريكية.
وقال نصار لصحيفة "فلسطين": "يجب الوقوف مع أهل القدس، وتعزيز صمودهم في وجه الاحتلال واعتداءاته على الشعب الفلسطيني".
والحاج نصار الذي تعود أصوله إلى قرية "بيت دراس" الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وقدم شهيدين دفاعاً عن فلسطين، أكد أن مسيرات العودة لها الأثر الكبير على الشعب الفلسطيني في تمسك الشباب ببلادهم التي هُجّر منها أجدادهم، داعيا الكل الفلسطيني إلى دعم صمود أهل القدس، والشعوب العربية إلى مؤازرة المقدسيين في وجه الاحتلال وجرائم الهدم المستمرة للمنازل الفلسطينية.
أما المواطن أبو طارق الضابوس، وجه التحية إلى أهالي القدس قائلاً: "أهل القدس لهم علينا الكثير، وقفوا معنا في كل صغيرة وكبيرة، والقدس جزء لا يتجزأ من الحق الأصيل للشعب الفلسطيني".
وأضاف الضابوس لـ"فلسطين": "جمعة واد الحمص أقل ما نقدمه لأهلنا هناك، وأرض القدس ومقدساتها لكل فلسطيني في الداخل والشتات وفي كل بقاع الأرض، وهذا أقل واجب نقدمه لهم، وسنستمر في ذلك، وستكون الجمع القادمة لحيفا ويافا ولكل تراب فلسطين".
وأردف "نشعر بمعاناة أهل القدس رغم الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 13 عاما، لكن أهل القدس لهم كل الحق علينا، ولو باستطاعتنا إرسال دمائنا لهم لأرسلناها".
ودعا للدفاع عن القدس ومواجهة الاحتلال وحملات التهويد التي ينتهجها، لافتاً إلى أن المشاركة بمسيرات العودة واجب على كل فلسطيني يدافع عن القدس وقضيته الفلسطينية.