بصوت خافت وكلمات مبعثرة، بدأ مريض الكلي أبو محمود منصور، سرده عن التدهور الكبير الذي أصاب صحته نتيجة عدم حصوله على الأدوية الخاصة بمرضه منذ قرابة 6 شهور، واضطراه إلى الحصول على دم من قسم الكلى بمستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
ويؤكد منصور لـ"فلسطين" أن حالته مستمرة بالتراجع بسبب عدم توفر الكثير من الأدوية الخاصة بالمناعة لمرضى الكلى، وأخرى تغني المرضى عن الغسيل المرهق والمتعب.
ويقول منصور: "عدد من مرضى الكلى الذين يحضرون إلى القسم بشكل شبه يومي في مستشفى ناصر توفوا أمامنا بسبب تدهور حالتهم الصحية وعدم حصولهم على الأدوية المهمة التي تساعد في تخفيف المرض".
ويوضح أن ما يحدث له ولمرضى الكلى هو عقاب من قبل السلطة الفلسطينية، واستغلال سياسي مقصود لهم، بهدف تحقيق أهداف ومصالح سياسية، مناشداً لضرورة توفير الأدوية لهم.
كان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أعرب عن قلقه البالغ من تفاقم أزمة نقص الأدوية في مشافي قطاع غزة، محذراً من تداعياتها الخطيرة على حياة آلاف المرضى، الذين يعانون أمراضاً خطيرة، وهم بحاجة ماسة للعلاج.
ودعا المركز في بيان له مؤخرًا السلطة الفلسطينية والمنظمات الدولية إلى التدخل العاجل من أجل ضمان إمداد مشافي القطاع بالأدوية اللازمة لإنقاذ حياة المرضى.
وليس ببعيد عن منصور، يؤكد مريض الكلى أبو محمد الرقب، أنه لم يتلقَ الأدوية الخاصة بمرضه من شهور طويلة، إضافة إلى انتهاء الأدوية البديلة التي كان يعتمد عليها الأطباء لتعويض العلاج الأساسي.
وأعلن الرقب لـ"فلسطين" أنه سيشارك في وقفة ينظمها مرضى الكلى اليوم الخميس أمام مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، من أجل لفت انتباه الجميع للوضع الصحي الخطير الذي وصلنا إليه نتيجة نقص الأدوية.
ويقول الرقب: "لا نعرف لماذا يتم معاقبة مريض الكلى ولا يوفر له العلاج اللازم، خاصة أن توفير الأدوية للمريض من أبسط حقوق الإنسان في العالم".
ويشير إلى أن استمرار منع الأدوية عن مرضى الكلى سيساهم في وفاة العديد منهم، كون الحصول على العلاج في الوقت المناسب مهمًا جداً لهم، وعدم الالتزام بذلك يسبب انتكاسة للمرضى.
7 وفيات
رئيس قسم الكلى في مستشفى ناصر الطبي، رياض بربخ، كشف أن 7 من مرضى الكلى توفوا نتيجة نقص الكثير من الأدوية الخاصة بهم خلال شهر يوليو الماضي، حيث يعد فقدانهم للأدوية أحد مسببات الوفاة وتوقف القلب.
وقال بربخ لـ"فلسطين": "مرضى الكلى لديهم أكثر من مرض، ويجب أن يحصلوا على أدويتهم بشكل منتظم، ومنذ 8 شهور لم تصل الأدوية الخاصة بهم، باستثناء نسب قليلة جداً".
وأضاف بربخ: "نقص الأدوية لمرضى الكلى يوثر على حياتهم، ونحن نحاول المحافظة على حياتهم من خلال مدهم بدماء جديدة كل يوم، بسبب عدم توفر الأدوية الخاصة بهم".
وأوضح أن وسيلة نقل الدم إلى مرضى الكلى انتهت من سنوات طويلة في كل العالم، حيث باتوا يعتمدون على أدوية بديلة عن هذه الخطوة، "ولكن نحن في غزة عدنا إلى ما يتم العمل بها قديماً من أجل حل غياب الأدوية الخاصة بالمرضى".
وحذر رئيس قسم الكلى بمستشفى ناصر من أن غياب الأدوية لمرضى الكلى يتسبب في إحداث فقر دم لدى المرضى، وارتفاع البوتاسيوم بالدم الذي يتسبب في توقف القلب، إضافة إلى الوصول للوفاة في حال لم يحصل المريض على علاجه بشكل كامل ومنتظم.