صدَّق المجلس الوزاري الأمني للاحتلال الإسرائيلي "الكابينت"، أمس، على خطة طرحها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لمنح تصاريح لبناء 6000 وحدة استيطانية، وسط مزاعم بمنح 700 تصريح بناء للفلسطينيين في المنطقة المصنفة "ج" في الضفة الغربية، وهو إعلان يؤكد خبير في شؤون الاستيطان أنه "ذر للرماد في العيون".
وبحسب موقع "ذا تايمز أوف إسرائيل"، فإن المصادقة بالإجماع جاءت بعد اجتماعين مطولين للمجلس المذكور.
وزعم نتنياهو أن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، "ستبقى إلى الأبد"؛ على حد قوله.
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن نتنياهو، قوله خلال زيارة الى مستوطنة إفرات، جنوب بيت لحم: "لن يتم اقتلاع أي مستوطنة أو مستوطن".
ومقابل منع الفلسطينيين من الحصول على تصاريح بناء في المنطقة "ج"، التي تشكل أكثر من 60% من مجمل مساحة الضفة وتخضع لسيطرة الاحتلال أمنيا وإداريا، يحصل المستوطنون على آلاف التصاريح لبناء المستوطنات في تلك المنطقة.
كما أنّ سلطات الاحتلال تهدم مباني فلسطينية في مناطق مصنفة "أ" و"ب" كما هو الحال في واد الحمص ببلدة صور باهر جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة، حيث شرعت مؤخرا، بهدم 16 مبنى بعدما منحت الأهالي مهلة تصل إلى 30 يومًا انقضت في 18 من الشهر الماضي، لهدم منازلهم بأنفسهم أو تنفيذها هي الهدم وتغريمهم تكلفته.
وتبلغ عدد المستوطنات التي توصف بأنها "سكنية" في الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس 179 مستوطنة، وإذا أضيفت إليها المستوطنات التي توصف بأنها "سياحية" يصل العدد إلى 199 مستوطنة، بينما يقدر عدد المستوطنين بـ820 ألفًا؛ وفق مدير وحدة المعلومات الجغرافية في معهد الدراسات التطبيقية "أريج" عيسى زبون.
وحذر زبون في اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين"، من أن البناء في المستوطنات يسير بوتيرة متسارعة جدا.
وقال: إن المناطق "ج" جزء لا يتجزأ من الضفة الغربية، وإذا عدنا إلى اتفاق أوسلو الموقع في 1993 والذي عفا عليه الزمن، يفترض أن هذه المناطق بعد خمس سنوات من الاتفاق، سيطرت عليها السلطة الفلسطينية، وهذا لم يحصل.
في السياق، أكد زبون أن حديث الاحتلال عن منح 700 تصريح بناء للفلسطينيين في هذه المناطق، يمثل "بروباغندا إسرائيلية".
وأوضح أن الاحتلال الذي هدم بنايات فلسطينية في واد الحمص حاصلة على ترخيص من وزارة الحكم المحلي في رام الله، ومصنفة داخل مناطق "أ" بذرائع أمنية واهية، لا يمكن أن يعطي ولو تصريح بناء واحد للفلسطينيين في مناطق "ج".
وذكّر بتصريحات نتنياهو الذي يؤكد فيها باستمرار على بقاء المستوطنات غير الشرعية.
وقال زبون: إنه لا يوجد أي أثر إيجابي لمصلحة الفلسطينيين على أرض الواقع، لافتا إلى أن أي بناء فلسطيني يمر بعملية معقدة جدا يفرضها الاحتلال، وهناك مبان سكنية فلسطينية تقدمت لتصاريح بناء ولم تحصل عليها منذ عشرات السنين.
ولفت إلى أن الإعلان الإسرائيلي عن مزاعم منح 700 تصريح بناء للفلسطينيين في مناطق "ج" يأتي تزامنا مع جولة لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى المنطقة، وهو الذي يوصف بأنه "مهندس" صفقة القرن الرامية لإنهاء القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن الاحتلال يريد الترويج إلى أنه قدم ما يسميها "تسهيلات" مزعومة في مناطق "ج"، مقابل رفض الفلسطينيين صفقة القرن جملة وتفصيلا.
ويشار إلى أن ترامب اعترف في ديسمبر/كانون الأول 2017 بالقدس المحتلة "عاصمة" مزعومة لـ(إسرائيل)، عدا عن أنه يمارس سياسة تشجع الأخيرة على الاستيطان، وتمنع إدانتها في المحافل الدولية كمجلس الأمن.
وتنتهك هذه السياسة التي يتبعها ترامب، القرارات الدولية، ومنها قرار مجلس الأمن في 2016، الذي أدان الاستيطان الإسرائيلي فيما يعرف بحدود 1967 وطالب بوقفه فورًا.