فلسطين أون لاين

​ثقّفي طفلك جنسيًّا لتحميه فالعيب أن تتركيه للمجهول

...
غزة- خاص "فلسطين":

تجد بعض الأمهات حرجًا في توعية أطفالهن جنسيًا، لأنها في نظرهن "ثقافة العيب"، وقد ينتج ذلك عن نقص في المعلومة أو عدم الاهتمام بالرد على تساؤلات الطفل التي تنتهي غالبًا بإسكاته أو تعنيفه أو بإجابته إجابة غير دقيقة وغير صحيحة، كما يرى اختصاصيون.

ويعد تحصين الطفل بمعلومات حول خصوصية جسده، حماية للطفل من أي اعتداء أو تحرش جنسي قد يتعرض له ويدرك مدى خطورته، ويحسن التصرف حيال هذا الموقف.

وقالت الاختصاصية النفسية في مركز خان يونس للصحة النفسية كفاية بركة: إن "التوعية الجنسية أمر يشوبه كم هائل من الغموض ونقص في المعرفة والاهتمام به، ناتج عن عدم قدرة الأبوين على توصيل المعلومة للطفل، أو نتيجة خجلهما من التطرق للموضوع".

وشددت بركة لـ"فلسطين" على أن التربية الجنسية لا تقل أهمية عن أي جانب من جوانب التربية الأخرى، حيث تبدأ منذ ولادته من خلال تعامل الأم بخصوصية مع الطفل بتغيير ملابسه في مكان منعزل.

وأشارت الاختصاصية النفسية إلى أنه عند بلوغ الطفل عامين وهو سن الإدراك لديه، يبدأ باكتشاف أعضائه التناسلية، لذا على الأم إلباسه لبسا كاملا، وصرف انتباهه بأشياء أخرى.

وبينت أنه في عمر الثلاث إلى ست سنوات يبدأ الوالدان بإعطاء تنبيهات وإرشادات للطفل، ومنعه من الخروج وحده ساعة الظهيرة وفي المساء، وعليهما توضيح اللمسة الصحيحة وغير الصحيحة لأعضائه التناسلية، وفي حال تعرض لموقف تحرش أن يعلمهما بصراخه، ويتجه إليهما للتحدث عن الأمر.

وأوضحت بركة أنه يجب تعليم الطفل الخصوصية بخلع ملابسه في غرفة خاصة بعيدًا عن الأنظار، لأن جسده ملك له ويمنع الآخرين النظر إليه.

وأكدت أهمية فصل الإخوة الذكور عن الإناث في غرف النوم، والتأكيد على الهوية الجنسية لكليهما، وعدم إهمال هذا الأمر.

ولفتت إلى أنه في مرحلة العشر سنوات على الوالدين توضيح مظاهر البلوغ والتغيرات التي تطرأ على الجسم والصوت، وشرح مفهوم الاعتداء الجنسي أو التحرش في هذه السن بشكل كامل، وخلق الحياء لديهم، وتنمية النظرة الحلال، ومراقبة أصدقائهم.

وذكرت بركة أنه بعد عمر العشر سنوات يبدأ التركيز على البيئة المحيطة بالأطفال ومراقبتهم، وعدم مشاهدة أفلام غير أخلاقية، من خلال اتباع أسلوب الترغيب والترهيب.

وشددت على أهمية تكرار المعلومة لترسيخها، وعلى الأم ترك مساحة للأبناء للتعبير والسؤال مقابل إجابتهم إجابة منطقية ومقنعة تناسب قدراتهم العقلية، وأن يستغلوا المعلومات الفقهية عن الطهارة والغسل.

وحذرت من اتباع أسلوب الترهيب الزائد الذي تتبعه الأم مع طفلها تجاه الآخرين، ومنعه من الاقتراب بهم أو معانقتهم، لأنه سينعكس سلبًا على نفسية الطفل من قلق وكوابيس وأحلام مزعجة، وميله للانعزال والانطواء.

وختمت الاختصاصية النفسية حديثها بالتأكيد على الثلاثية التربوية التي تحفظ الأبناء وعلاقتهم بآبائهم، قائلة: "الثقة والعلم والأمان، فالثقة من خلال التواصل الإيجابي، وشعور الطفل بالأمان عند الحديث مع والديه، وهذا ما يخلق تواصلا لفظيا وعاطفيا. والعلم أن يكون الأبوان مرجعية كاملة لأي كمعلومة جنسية، حتى لا يضطر إلى سؤال الآخرين، ويمكن أن يتعرض لموقف صادم".

وأضافت: "الأمان يتحقق عند تعرض الطفل لموقف صادم، من خلال منحه الأمان للحديث وعدم معاقبته وإشعاره بالذنب، وتصحيح خطئه، وإعطائه الدعم لعدم تكرار الخطأ مرة أخرى".