فلسطين أون لاين

​قطع شرايين الضفة.. حرب صامتة تشنها (إسرائيل) ضد الفلسطينيين

...
صورة أرشيفية
قلقيلية/ مصطفى صبري:

في كل صباح لا يعلم الفلسطيني كيف سيقضي مصالحه نتيجة وضع قوات الاحتلال الإسرائيلي بوابات حديدية وأخرى ترابية متنقلة على الطرقات وبين التجمعات السكنية.

في محافظة قلقيلية المزدحمة بالمستوطنات والطرق الالتفافية، يربك الاحتلال حركة التنقل للمواطنين بإجراءات امنية عقابية مشددة، متذرعاً بإلقاء الحجارة على مركبات المستوطنين ودوريات الجيش.

الطريق الجديد الواصل بين النبي الياس وجيوس، والذي يسهل عملية التنقل بين مدينة قلقيلية وقراها الجنوبية باتجاه القرية الشرقية ومدينة طولكرم، تم اغلاقه أمس بطريقة انتقامية، بعد زعم الاحتلال إصابة ثلاثة مستوطنين بالحجارة.

المحاضر في جامعة خضوري في طولكرم د. فتحي عناية يقول: "هذا الطريق الجديد سهل علينا الوصول إلى مدينة طولكرم مسافة وزمنا وتجاوزا للحواجز العسكرية التي يتم نصبها على مدخل بلدة عزون بشكل يومي وتعيق الحركة في كلا الاتجاهين".

وأضاف لصحيفة "فلسطين": "ومع اغلاق الطريق بشكل مفاجئ اعاد الاحتلال معاناة التنقل من جديد، وتم الاغلاق في ثلاثة مقاطع بالسواتر الترابية حتى يكون الاغلاق محكما".

وبيّن أن الاحتلال وبإغلاقه هذا الطريق سيزيد معاناة طلبة جامعة خضوري في طولكرم، في حرب صامتة لا يشعر بها إلا من يكتوي بنارها.

أما الناشط وموثق الانتهاكات الاسرائيلية في بلدة عزون، حسن شبيطة، قال: "قرى محافظة قلقيلية وخصوصا بلدة عزون من الأمثلة الصارخة على سياسة العقاب الجماعي، فهذه البلدة تحيط بها ست بوابات امنية منها للأراضي الزراعية وأخرى لمداخل البلدة وتوضع عليها البوابات الحديدية".

وأضاف لصحيفة "فلسطين": "وعند افتتاح الشارع الجديد بينالنبي الياس وجيوس والمرور عبر نفق من اسفل الطريق الالتفافي رقم 55 سارع الاحتلال لوضع بوابة حديدية على مدخل النفق استعدادا لإغلاقه في المستقبل حسب مزاج جيش الاحتلال".

وبيّن أن الاحتلال يستبق الأمور بفرض سياسة البوابات الأمنية حتى لو كان الوضع الميداني هادئا، لذا فهذه السياسة العنصرية هدفها التنغيص على المواطنين ومنعهم من التحرك بسهولة.

الناشط في مجال الاستيطان محمد زيد قال لصحيفة "فلسطين": "العقلية الاحتلالية التي يتم التعامل بها مع الفلسطينيين، تتمثل بتعقيد حياتهم مقابل تسهيل حياة الفلسطينيين، واغلاق الطرق هي من اهم الوسائل في هذا المجال".

وأفاد بوجود نحو 600 حاجز إسرائيلي في جميع محافظات الضفة الغربية، "فلا يستطيع الفلسطيني التواصل مع أقرب التجمعات عليه إلا مشيا أو عبر طرق لا تصلح للاستخدام الآدمي".