فلسطين أون لاين

​التَّشريعي: جميع مخطّطات تهويد القدس ستبوء بالفشل

...
جانب من جلسة التشريعي - غدسة فلسطين - تصوير محمود أبو حصيرة
غزة/ أحمد المصري:

أكّد المجلس التشريعي، أن جميع مخططات الاحتلال الإسرائيلي الرامية لتهويد مدينة القدس المحتلة وتغيير هويتها ستبوء بالفشل، داعيًا في ذات الوقت الأمة العربية والإسلامية لقطع علاقاتهم التطبيعية مع الاحتلال.

جاء ذلك خلال جلسة خاصة عقدها "التشريعي" اليوم، في مقره الرئيس بمدينة غزة، بحضور نواب عن كتلتي فتح وحماس البرلمانيتين، استمع خلالها النواب لتقرير أعدته لجنة القدس والأقصى بالمجلس حول جريمة هدم الاحتلال لمنازل حي وادي الحمص في صور باهر جنوب شرق القدس.

ويوم الاثنين قبل الماضي، شرعت جرافات جيش الاحتلال بهدم نحو مائة منزل وشقة سكنية في حي وادي الحمص، بمدينة القدس المحتلة، ما أسفر عن تشريد أكثر من 500 من سكانها بحسب هيئات ومؤسسات فلسطينية.

أكد النائب الأول لرئيس المجلس د. أحمد بحر، أنّ جريمة الاحتلال الإسرائيلي في وادي الحمص تعيد ذكرى مشاهد التهجير الجماعي والترحيل القسري الكبير لشعبنا الفلسطيني عام 1948م.

تطبيق صفقة القرن

وشدَّد بحر على أن ما جرى يشكّل حلقة ضمن مسلسل تطبيق صفقة القرن، وخطوة عملية باتجاه تحقيق المشروع السياسي الأمريكي الإسرائيلي الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء ملفاتها الأساسية، وقضاياها الكبرى، وعلى رأسها قضيتا القدس واللاجئين.

ورأى أنّ ردة فعل السلطة وموقفها تجاه جريمة وادي الحمص، المتمثل في وقف الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال قد سبق أن اتخذت في المجلس المركزي عام 2015، والمجلس الوطني 2018، والمجلس المركزي في أكتوبر 2018.

وأضاف بحر: "هذه القرارات لم ينفذ منها شيء والأدهى والأمَرّ أن التنسيق الأمني لا زال مستمرا بكل قوة وخاصة زيارة الناطق باسم وزارة الداخلية في رام الله عدنان الضميري، لمقهى في (تل أبيب) أثناء اعتداء جرافات الاحتلال على صور باهر وهو ما يعطي حكومة الاحتلال الغطاء الشرعي والضوء الأخضر لتطوير ومضاعفة مخططاتها وهجماتها تجاه شعبنا الصامد في القدس".

وأكمل بحر: إن نصرة القدس والتصدي لمخطط الاحتلال الذي يستهدف تاريخها وحاضرها ومستقبلها "لا يتأتى عبر الكلمات والشعارات والبيانات التي لا رصيد لها على أرض الواقع بل تحتاج إلى وقفة عربية وإسلامية جادة سياسيًا وقانونيًا وماليًا لنصرة القدس ودعم صمود أهلها".

وحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جرائمه في القدس، محذرا إياه من "التمادي في غيه وغطرسته؛ فمقاومتنا الباسلة لن يطول صبرها في الرد على جرائم الاحتلال"، موجهًا التحية لأهل القدس.

بدوره، اعتبر النائب د. أحمد أبو حلبية، خلال عرضه لتقرير لجنة القدس والأقصى خلال انعقاد المجلس، هدم شقق حي وادي الحمص بقرية صور باهر شرق القدس الأسبوع الماضي، "تصعيدا خطيرا وجريمة حرب ضد أهلنا المقدسيين المرابطين على أرضهم وفي عقاراتهم ومنازلهم".

خطة إسرائيلية

وأشار أبو حلبية إلى أن هذا الهدم جاء ضمن خطة إسرائيلية لهدم 100 منزل ثم هدم ما لا يقل عن 20000 منزل من منازل القدس؛ وذلك بهدف تفريغ مدينة القدس من أهلها بالضغط عليهم وتهجيرهم واقتلاعهم من بيوتهم وقراهم وتغيير المعادلة السكانية الديمغرافية لصالح المستوطنين اليهود.

وطالب سكان القدس بالمزيد من الثبات على أرضهم وفي منازلهم، ومواجهة جميع المخططات الرامية لترحيلهم وتهجيرهم، والهادفة أيضًا لتغيير الواقع السكاني والجغرافي في المدينة المقدسة.

كما طالب أبو حلبية فصائل المقاومة الفلسطينية بأن تُفعَّل مقاومتها بشتى الوسائل وألا تقف مكتوفة الأيدي أمام ما تتعرض له مدينة القدس من تصعيد خطير في تغيير هويتها العربية والإسلامية، داعيا إياها في ذات الوقت للتوحد والتوافق والعمل الجاد لإنهاء الانقسام وإتمام المصالحة لتوحيد الجهود لنصرة القدس وأهلها.

ودعا أبو حلبية السلطة للدفاع العملي والجاد عن أهل القدس وأهالي حي وادي الحمص وقرية صور باهر وغيرها من بلدات وقرى القدس، ووضع الموازنات والميزانيات التي تخدم سكان المدينة، إلى جانب وقف التعاون والتنسيق الأمني وإطلاق يد المقاومة لتدافع بحق عن القدس وأهلها.

وجدد دعوته لأحرار العالم والعرب والمسلمين بدعم أهل القدس وتعزيز صمودهم والوقوف معهم قلبًا وعملًا في مواجهة "صفقة القرن".

وخاطب أبو حلبية البرلمانات الإسلامية والعربية والدولية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بتفعيل وتنفيذ القرارات الصادرة بحق مدينة القدس، ومنها: تفعيل صندوق دعم القدس؛ دعمًا لأهل القدس، وحفاظًا على التراث الإسلامي الأصيل فيها.

جرائم الاحتلال

وناشد أبو حلبية المنظمات الدولية ورابطة برلمانيون لأجل القدس للعمل على فضح جرائم الاحتلال بحق القدس وأهلها في كل المحافل الدولية، وإيصال معاناة أهل القدس لكل العالم، فيما دعاهم للعمل على رفع القضايا القانونية والجنائية بحق قادة الاحتلال ورموزه في المحاكم الجنائية الدولية.

وتقدم النواب بمداخلاتهم ومناقشاتهم على ما جاء في التقرير، مؤكدين أن الاحتلال يسعى لتهويد القدس وطمس معالمها الإسلامية والعربية لتحل مكانها معالم يهودية مزورة.