في فصل الصيف تشتد معاناة أهالي مخيم العروب، شمالي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بسبب أزمة المياه، أما في فصل الشتاء فتكون المعاناة أشد مع انقطاع التيار الكهربائي، لكن هذا الصيف كان مختلفاً، فقد اجتمعت الأزمتان معًا.
ويصل عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي إلى 24 ساعة، في حين تتراوح في أوقات أخرى بين 4 إلى 6 ساعات، بفعل "تباطؤ عمل شركة القدس للكهرباء".
ويقع مخيم العروب بين محافظتي الخليل وبيت لحم، على خط (60) الاستيطاني، الذي يشهد احتكاكاً مستمراً مع الاحتلال الإسرائيلي والمستعربين، في حين يقتحم الاحتلال المخيم باستمرار.
تقصير رسمي
ويقول المواطن فايز السباتين: إن الحكومة الفلسطينية مقصرة في تلبية متطلبات الحياة الأساسية لأهالي مخيم العروب، عدا عن تقصير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في رعايتها له وتقليص خدماتها.
وأكد السباتين في حديثه لصحيفة "فلسطين"، وهو عضو لجنة زكاة المخيم، أن أزمة الكهرباء تتضاعف بسبب زيادة الكثافة السكانية وعدد المباني، في ظل اهتراء وضعف البنية التحتية، والحمولات الكهربائية التي بدأ العمل بها عام 1983م.
ووفق ما يوضح أمين سر اللجنة الشعبية لخدمات مخيم العروب أسامة جوابرة، فإن أزمتي الكهرباء والمياه تجتمعان في أحياء عدة من المخيم، ما يؤثر سلباً في حياة الأهالي وطلبة الجامعات وأصحاب المهن.
وقال جوابرة لصحيفة "فلسطين": "الكهرباء لا يمكن الاستغناء عنها، وهي أساس الحياة، وسوء توزيع الأحمال في المخيم وتباطؤ عمل شركة كهرباء القدس يحرماننا منها"، لافتاً إلى أن اتصالاتهم الدورية بالشركة لا تجدي نفعاً.
وبين أن الحارة الشرقية من المخيم هي الأكثر معاناة من انقطاع الكهرباء، وصولاً للشارع الرئيس، قائلاً: "لا توجد بنية تحتية ولا أعمدة إنارة، وعدد محولات الكهرباء قليل، عدا عن تلبية طلبات تركيب عدادات كهرباء جديدة".
وذكر جوابرة أن المخيم يواجه مشكلة في طول الفترة الزمنية لإيفاء المواطن حقه في استبدال "العدادات القديمة" بأخرى جديدة، قائلاً: "الشركة تحصي العدادات والناس لا تدفع لظروف المخيم الصعبة، وعندما يقدم أحدهم لعداد جديد مسبق الدفع يستغرق تطبيق طلبه أشهرا عدة".
وذهب إلى القول: "قبل أيام وفي أثناء العمل على إنشاء بنية تحتية لأحد الشوارع في المخيم وبالتنسيق مع شركة الكهرباء، طلبت إيقاف العمل حتى يتم تمديد شبكات أرضية، وحتى اللحظة المشروع متوقف بانتظار تنفيذ الشركة طلبها".
واشتكى جوابرة من عدم وجود أعمدة إنارة في المخيم، ما يؤدي إلى فقدان المواطن السلامة والأمن ليلاً، مؤكداً أن له تأثيراً نفسياً في حياة المواطن.