قائمة الموقع

المسؤول والرعية.. قيم وأخلاق على الطرفين التحلي بها

2019-07-29T21:00:00+03:00

إن الله (عز وجل) خلق هذا الكون وخلق الإنسان لإعماره، وكلفه بإدارة شؤون هذا الكون، وهو مسؤول عن نفسه وأهله ومجتمعه، وضبط تلك المسؤولية بحقوق وواجبات وأخلاقيات تحكم السلوك، حتى ينضبط الأمر ولا ينتشر الظلم والفوضى والفساد بين الناس.

وقال الاختصاصي النفسي زهير ملاخة: "هناك حقوق وواجبات في تعامل المسؤول والرعية مع الوظيفة العمومية، وتتحكم بذلك الثقافة الأخلاقية، فعلى المسؤول عن رعيته أن يعي جيدًا أنه مختار من أهله وذويه ومجتمعه ليسير أمور حياتهم، ويجب أن يخاف الله في كل صغيرة وكبيرة".

وأضاف: "على المسؤول أن يقوّم نفسه بمقدرته وكفاءته في العمل، فإن وجد في نفسه الكفاءة فبها ونعم، وإلا فعليه طلب إسناد الأمر إلى غيره، كما عليه أن يعي جيدًا أنه صاحب رسالة يجب تحقيقها حتى يتحقق النفع لرعيته، فلا إهمال أو تسويف أو تكبر أو تعالٍ أو ظلم أو مزاجية أو استغلال لنفوذه لتحقيق مصالحه، ومصالح دائرته، ويجب أن يكون جل همه نفع الناس".

وبين ملاخة أهمية التحلي بصفات وقيم تكون هي الضابط في عمله، كالصدق والإخلاص والإنسانية والعمل لكلٍ لا بعضٍ، والمساواة وعدم التحيز والفئوية، والالتزام بواجباته الشرعية والمهنية تجاه وظيفته ومجتمعه، وعدم الاستغلال الأسوأ لمنصبه في إشباع غرائزه ومشاعره بطريقة خطأ.

وأكد أهمية تأديب النفس وعدم نسيان حقيقتها حتى لا تأخذ المسؤول العزة بالإثم، أو يسعى بالأرض متكبرًا، يجور على ذاك، ويسلب إنسانية الآخرين في حقهم بالنقد، والحديث والتعديل والمطالبة، وضرورة المحاسبة والمراجعة وتبيان التقصير وغيرها من الواجبات.

وأشار إلى أنه في المقابل يجب على الرعية أيضًا المشاركة في بناء المجتمع والحفاظ عليه والالتزام بواجباته، والحفاظ على حقوقه، وهذا من أدبيات الإنسان مع نفسه وصون كرامته وعزته وجماله ورفعته، فالإنسان قيمته ومعناه بالبناء لا استهلاك الوطن فقط.

ونبَّه ملاخة إلى أنه يجب على الفرد أن يقدم كل ما عليه تجاه وطنه ومجتمعه بالالتزام بالقوانين والتشريعات والمحافظة، وعدم الميل للسلوكيات الجانحة التي تهدم ولا تبني.

واستكمل: "لابد من تقبل المسؤولين وإعطائهم فرصًا للتخطيط والبناء والعمل دون إعاقة أو خلق أزمات أو إشغال سلبي لهم بعيدًا عن بناء الجوهر، ويجب التعامل مع المسؤول على أنه صاحب دور وينفذ مهمة ووظيفة، فيجب أن يكون هناك متابعة ومراجعة من دوائر التشريع والرقابة والمجتمع، حتى لا يستشري الفساد وينعم العامة بخير بلادهم".

وبين ملاخة أهمية التحلي بالحق والشجاعة والنقد البناء دون ضعف أو خوف أو سكوت شيطاني عن خطأ وشر من أجل مصلحة ذاتية، والمطالبة بالحقوق والمسلمات الإنسانية، وعدم التخلي عنها ليقف كل ذي مسؤول عند مسؤولياته.

ونبه إلى ضرورة نفض مشاعر الاستعباد أو العبودية وكسر النفس المتوارثة والموجودة عند بعض، حتى لا نخلق مشاعر الكبر والتعالي عند المسؤول، ليتحول تدريجيًّا إلى تسلط وديكتاتورية وطاغوتية لا يقف أمامها أحد، وهذا شر ومرض فتاك يجب استئصاله ومنعه.

وختم ملاخة حديثه: "لابد من حسن التشخيص الدائم والمنطقي والواقعي للمشكلة، من العامة ودوائر المتابعة والرقابة بشكل منظم، وتفعيل كل الأدوار المجتمعية كالنقابات والمجالس المحلية والشبابية والنسائية، وخلق ثقافة الحق والواجب الإنساني لنحسن التعامل مع غيرنا، ونحافظ على بناء مؤسسات المجتمع دون تفرد أو استغلال أو إهمال يضيع الحقوق ويبدد الطاقات والكفاءات".

اخبار ذات صلة