فلسطين أون لاين

معبر "بيت حانون" الوجه الآخر لتشديد الحصار على غزة

...
صورة أرشيفية
غزة - نسمة حمتو

لا خيار آخر، للمريض علي حمدان (27 عاماً) إلا السفر عبر حاجز بيت حانون لعلاج داخل الأراضي المحتلة عام 48 ولا سيما في ظل إغلاق معبر رفح الحدودي مع جمهورية مصر العربية.

وتقدم حمدان، بالطلب للعلاج، قبل أشهر، غير أنه تفاجأ بطلب المخابرات الإسرائيلية، بمقابلته، "وبالفعل تمت المقابلة وحجزه لمدة تزيد عن 5 ساعات".

وقال: "بعد انتظار طويل أجرى أحد الضباط المقابلة معي، وسألني بعض الأسئلة المتعلقة بإخوتي وأبناء عمي وتنظيماتهم السياسية، ثم أمرني بالعودة لغزة .. وبعدها بيومين أخبروني أنه تم رفضي".

وحاول حمدان، السفر أكثر من مرة عن معبر رفح، لكنه لم يستطع بفعل استمرار إغلاق المعبر لأشهر طويلة، ثم عاد للتسجيل للسفر عبر "إيرز"، مرة أخرة، فكان الرد الإسرائيلي "ممنوع أمنيا".

ويطالب حمدان المؤسسات الحقوقية، بالنظر لحالته الصحية والتدخل للسماح بسفره للعلاج في الداخل أو الخارج في ظل تردي وضعه الصحي، وتزايد نسبة السموم في جسده الذي يعاني من مرض الكلى.

ويقع حاجز "إيرز" أقصى شمال قطاع غزة، ويربط القطاع بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وهو ممر إجباري لكل من يرغب في السفر من غزة إلى الضفة الغربية المحتلة، ويسمح فقط بالمرور عبره للحالات الإنسانية وبتصريح مسبق بالمرور عبره.

ولا يختلف الحال كثيرا، مع أحد التجار الذي رفض الكشف عن هويته؛ خشية اتخاذ (إسرائيل) إجراءات تعسفية بحقه، وقال "لقد سحبت قوات الاحتلال بطاقتي الخاصة كرجل أعمال، دون معرفة السبب".

وأكد التاجر أن (إسرائيل) تتبع هذا الأسلوب مع عدد كبير من تجار قطاع غزة من خلال إجراءات مفاجئة دون إيضاح السبب أو حتى إجراء مقابلة أمنية لتوضيح الأسباب.

تشديد الحصار

من جهته، أكد الناطق باسم الشئون المدنية، محمد المقادمة، أن "الابتزاز الذي تمارسه قوات الاحتلال بحق المواطنين الذين يضطرون للسفر عن طريق حاجز "إيرز" هو جزء من سياسة الحصار المفروضة على قطاع غزة والتي لا تسمح إلا بوجود منفذ واحد للسفر من خلاله".

وقال المقادمة: "لا يوجد فرص أمام المواطنين في غزة من تجار وحالات إنسانية إلا عبر هذا المنفذ، يجب أن يكون هناك تركيز من الاعلام والمجتمع المدني على توعية المواطنين بأن هناك جهات واضحة من المفترض أن يتم التعامل معها".

وأكد المقادمة أن هناك أكثر من 950 تصريحا تم سحبها من التجار و18 بطاقة رجال أعمال، عوضا عن إرجاع عشرات الحالات المرضية دون إبداء الأسباب.

محاولات أمنية

من ناحيته، قال الناطق باسم وزارة الداخلية إياد البزم، إن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم حاجز "إيرز" لغرض الأهداف الأمنية وابتزاز المواطنين، مؤكداً أن عشرات المواطنين من قطاع غزة تعرضوا لمحاولات ابتزاز وإسقاط من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية.

وأضاف البزم: "(إسرائيل) تستغل حاجات الناس سواء الطلبة أو الحالات الإنسانية للسفر وتستخدم معهم أسلوب المساومة والابتزاز"، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية المختصة في وزارة الداخلية تراقب هذا الأمر بشكل كبير وتقوم بالدور المطلوب في توعية هؤلاء المواطنين قبل دخولهم المعبر من الجانب الإسرائيلي .

ونوه البزم إلى أن هذا "الحاجز" تحول إلى أداة ضغط على المواطنين الفلسطينيين وليس لتسهيل حياتهم سواء كان من خلال الاعتقال أو الابتزاز ومحاولات الإسقاط.

وأكد أن الاحتلال بسلوكياته الأمنية، يخالف القوانين الدولية ويضرب بعرض الحائط كل المواثيق ويستخدم كل الوسائل للضغط على المواطنين الفلسطينيين من أجل التعامل معه.