فلسطين أون لاين

​العيسوية ما زالت تقاتل وحيدة وتدفع ثمن صمودها

...
صورة أرشيفية
رام الله/ محمد القيق:

تواصل بلدية الاحتلال سياساتها العنصرية في القدس المحتلة التي داس على جرحها الكثيرون بل ورقصوا فوقه، في الوقت الذي تمارس فيها أكبر حرب عنصرية منظمة بمشاركة كل الأذرع الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، فهي كانت وما زالت الهدف الرئيس الذي تعمل (إسرائيل) على تحقيقه بالوصول إلى المخطط المسمى ٢٠٢٠ أو "القدس الكبرى".

وما زالت بلدة العيسوية إحدى بلدات المدينة المقدسة والواقعة في الجزء الشمالي الشرقي منها تقاتل وحيدة في الظلام الذي أوقعتها به بلدية الاحتلال بشكل متعمد كي تستخلص منها آخر قطرة كرامة، ولكنها ترفض الاستسلام كما الكثير من البقاع الفلسطينية.

الساعة الخامسة

العيسوية بلدة صغيرة في مساحتها بسبب التهام الاحتلال لمعظمها نتيجة المصادرة وإنشاء المباني والمراكز والمشاريع على أراضيها، فلم يتبقَّ للسكان سوى مساحة صغيرة للبناء، فتحولت نتيجة لذلك إلى ما يشبه المخيمات بالمنازل المتراصة والشوارع الضيقة والخدمات الشحيحة.

ويقول رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن البلدة محمد أبو الحمص لصحيفة "فلسطين": إن قوات الاحتلال وبعد إعدامها الشهيد محمد سمير عبيد ما زالت تواصل إجراءاتها التعسفية بحق العيسوية وأهلها، حيث يقوم الجنود بالتنكيل بالشبان والاعتداء عليهم بشكل متكرر.

ويوضح أن الساعة الخامسة مساء باتت توقيتًا فارقًا بالنسبة لأهالي البلدة؛ حيث يستغل الاحتلال انتهاء دوام المؤسسات الحقوقية ويبدأ تنفيذ جرمه المعروف على الأهالي من اعتقالات واعتداءات.

ويضيف: "أهالي بلدة العيسوية يعانون منذ أكثر من ٤٠ يومًا الاقتحامات التي تنفذها قوات الاحتلال دون مبرر، ورغم جريمة إعدام الشاب عبيد فإن المعاناة تتصاعد، ودائمًا هناك تجمع كبير عند المدخل الغربي للقرية للآليات العسكرية والجنود رغم أنهم لا يفارقون أحياءها؛ لذلك نرجو من الإعلاميين أن يأتوا إلى القرية ويشاهدوا ماذا يجري بعد الساعة الخامسة يوميًّا، ونرجو من أصحاب القرار في المؤسسات الإعلامية ومؤسسات ومراكز حقوق الإنسان أن يعطوا لموظفيهم ساعات إضافية بعد الدوام ليشاهدوا ما يجري بالعيسوية بعد انتهاء دوامهم".

ويشدد أبو الحمص على ضرورة الاهتمام بمعاناة الأهالي من أجل رفع هذه العقوبات عنهم، حيث منذ ٤٠ يوما ولا أحد يكترث لما يحدث لهم من عقوبات جماعية، ولم يكفِ الاحتلال ما ارتكبه من إعدام لشاب في مقتبل عمره بل يزيد على ذلك بمعاقبة عائلته وكل أهله.

ويصف ما يجري في القرية بأنها حرب عصابات تستخدم فيها قوات الاحتلال كل أنواع الأسلحة بينما لا يجد الفتية إلا بعض الحجارة يتصدون فيها للاقتحامات، مضيفاً أن حملة الاعتقالات باتت تتفوق على المنطق بحيث لم يبقَ منزل إلا واعتقل منه شاب أو أكثر.

بدوره يقول المواطن أحمد عبيد من البلدة إن قوات الاحتلال اقتحمت منزله وعاثت فيه فسادًا بحجة البحث عن شبان شاركوا في المواجهات، ثم تم اعتقال نجله وما زال يخضع للمحاكم العسكرية.

ويوضح بأن نجله اعتقل عدة مرات سابقا ولكنه كان متواجدا في منزله قبيل اعتقاله الأخير فتم الاقتحام الهمجي والاعتداء على أفراد العائلة واعتقاله وسط تلفيق التهم له.